في ليلة درامية حبست أنفاس عشاق الكرة البرازيلية، نجح النجم العالمي نيمار دا سيلفا في قيادة فريقه الأم، سانتوس، لضمان البقاء في دوري الدرجة الأولى البرازيلي، متجنباً كارثة الهبوط التي كانت تلوح في الأفق طوال الموسم. جاء ذلك بعد أن حقق الفريق فوزاً حاسماً ومستحقاً على نظيره كروزيرو بثلاثة أهداف نظيفة في الجولة الثامنة والثلاثين والأخيرة من المسابقة، ليُسدل الستار على موسم شاق ومتقلب للنادي العريق.
عودة الابن البار وتأثيرها على الفريق
لم تكن عودة نيمار، نجم برشلونة وباريس سان جيرمان السابق، إلى سانتوس مجرد صفقة انتقال عادية، بل كانت بمثابة طوق نجاة لنادٍ يعاني من أزمات فنية وإدارية. النادي الذي يمثل ولاية ساو باولو، والذي يُعرف عالمياً بأنه مهد الأسطورة بيليه، عاش فترات عصيبة هذا الموسم وتواجد في مناطق الهبوط عدة مرات. إلا أن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها نيمار (33 عاماً) لعبت دوراً محورياً في الأمتار الأخيرة، حيث مهد الطريق لهذا البقاء بفضل ثلاثية (هاتريك) سجلها في شباك جوفينتود في وقت سابق من الأسبوع، مما خفف الضغط قبل مواجهة كروزيرو الختامية.
تضحيات بدنية وجراحة منتظرة
على الرغم من عدم تسجيله في المباراة الأخيرة ضد كروزيرو، إلا أن نيمار خاض اللقاء كاملاً مقدماً تضحية بدنية كبيرة، حيث لعب وهو يعاني من آلام حادة في غضروف الركبة اليسرى. وتأتي هذه المشاركة بعد سلسلة من الإصابات التي لاحقت النجم البرازيلي، أبرزها إصابة في الفخذ الأيمن منتصف سبتمبر الماضي أبعدته حتى مطلع نوفمبر. وفي تصريحات مؤثرة عقب المباراة، قال نيمار: "سانتوس يستحق أفضل بكثير، يستحق أن يكون دائماً في القمة"، معترفاً بأن معنوياته كانت في أدنى مستوياتها خلال الأسابيع الماضية، ومؤكداً عزمه الخضوع لعملية جراحية في الركبة بعد الحصول على قسط من الراحة.
مستقبل غامض وأبواب المونديال
مع انتهاء عقده مع سانتوس في أواخر يناير المقبل، يحيط الغموض بمستقبل نيمار، إلا أن الآمال لا تزال معلقة حول عودته لتمثيل منتخب السامبا. وفي سياق متصل، ترك المدرب الإيطالي لمنتخب البرازيل، كارلو أنشيلوتي، الباب مفتوحاً أمام عودة الهداف التاريخي للسيليساو (79 هدفاً) للمشاركة في مونديال الصيف المقبل. وصرح أنشيلوتي قائلاً: "إذا كان نيمار يستحق أن يكون في المونديال، وإذا كان في حالة جيدة وأفضل من غيره، فسيلعب"، مشيراً إلى أن المعيار الوحيد هو الجاهزية الفنية والبدنية للاعب الذي غاب طويلاً عن المنتخب منذ إصابته الخطيرة في أكتوبر 2023.
يُعد بقاء سانتوس في دوري الأضواء حدثاً هاماً للكرة البرازيلية، حيث يحافظ الدوري على أحد أعمدته التاريخية، بينما يترقب العالم الخطوة القادمة لنيمار سواء على صعيد التعافي من الإصابة أو وجهته المقبلة.
