تصاعدت حدة الأزمة داخل أروقة نادي ليفربول الإنجليزي بشكل غير مسبوق، حيث دخل أسطورة الكرة الإنجليزية ومانشستر يونايتد السابق، واين روني، على خط الصراع المشتعل بين النجم المصري محمد صلاح وإدارة الريدز بقيادة المدرب الجديد أرني سلوت. وشن روني هجوماً لاذعاً على “الفرعون المصري”، معتبراً أن تصرفاته الأخيرة وتصريحاته الإعلامية قد تعصف بكل ما بناه من مجد داخل قلعة “الأنفيلد”.
روني: صلاح ينسف تاريخه بيده
في أحدث حلقات برنامجه الصوتي، لم يتردد روني في توجيه انتقادات قاسية للطريقة التي أدار بها صلاح غضبه عقب مباراة ليدز يونايتد. وكان صلاح قد خرج بتصريحات مثيرة للجدل اتهم فيها إدارة النادي والمدرب بـ”التضحية به”، وهو ما اعتبره روني سقطة كبيرة في مسيرة اللاعب. وقال روني بوضوح: “محمد صلاح يدمر إرثه التاريخي في ليفربول بيده. لقد قضى سنوات منذ 2017 يصنع تاريخاً استثنائياً وأرقاماً قياسية، ولكن ما يحدث الآن مؤسف للغاية ولا يليق بحجم النجم الذي نعرفه”.
نصيحة صادمة لسلوت: استبعده من رحلة إيطاليا
لم يكتفِ الهداف التاريخي للمنتخب الإنجليزي بالانتقاد اللفظي، بل قدم نصيحة فنية وإدارية جريئة للمدرب أرني سلوت، مطالباً إياه بفرض شخصيته القيادية فوراً لإنقاذ غرفة الملابس. واقترح روني استبعاد صلاح من قائمة الفريق المسافرة إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، قائلاً: “لو كنت مكان سلوت، لما سمحت له بالسفر. يجب أن يجلس معه ويقول له بوضوح: ما حدث غير مقبول، لن تكون مع الفريق الآن. اذهب لمنتخب بلدك ودع الأمور تهدأ”.
السياق التاريخي وأهمية القرار
تكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة نظراً للوضع الحرج الذي يمر به ليفربول في مرحلة ما بعد يورغن كلوب. فمنذ انضمامه في 2017، كان صلاح الركيزة الأساسية لنجاحات الفريق، إلا أن الموسم الحالي يشهد تراجعاً مخيفاً، حيث سجل اللاعب 4 أهداف فقط في 13 مباراة، وجلس بديلاً في آخر 3 لقاءات. ويحتل الفريق المركز التاسع بفارق 10 نقاط عن المتصدر، مما يجعل أي قرار يتخذه سلوت تجاه صلاح بمثابة سيف ذو حدين؛ فإما أن يفرض الانضباط ويعيد ترتيب البيت الداخلي، أو يخسر نجمه الأول ويدخل في نفق مظلم من الصراعات.
غرور أم ثقة زائدة؟
وتطرق روني إلى تصريح صلاح الذي قال فيه إنه “لا يجب أن يقاتل يومياً من أجل مركزه لأنه يستحقه”، واصفاً إياه بـ”الغرور وقلة الاحترام” تجاه زملائه والمدرب والجماهير. وأضاف روني محذراً من تأثير هذه العقلية على اللاعبين الجدد: “الزمن يمر على الجميع، وصلاح ليس في أفضل حالاته هذا الموسم. كان عليه أن يقاتل ويثبت نفسه مجدداً بدلاً من التحدث كأنه فوق المنافسة. بتلك التصريحات، هو من ضحّى بليفربول وليس النادي من ضحّى به”.
وتشير هذه التطورات إلى أن العلاقة بين صلاح وليفربول قد وصلت إلى طريق مسدود، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة وقرارات المدرب أرني سلوت قبل الموقعة الأوروبية المرتقبة.