بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية تهنئة رسمية لفخامة الرئيس أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية، وذلك بمناسبة حلول ذكرى يوم التحرير لبلاده. وقد أعرب الملك المفدى في برقيته عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات لفخامته بدوام الصحة والسعادة، متمنياً لحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق المزيد من التقدم والازدهار، وأن يعم الأمن والاستقرار كافة أرجاء البلاد.
وفي السياق ذاته، أشاد خادم الحرمين الشريفين بتميز العلاقات الأخوية العميقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص المملكة العربية السعودية المستمر على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها في المجالات كافة، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم العمل العربي المشترك.
تهنئة ولي العهد ودعم الاستقرار
كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقية تهنئة مماثلة لفخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية بمناسبة ذكرى يوم التحرير. وعبَّر سمو ولي العهد خلالها عن أطيب التهاني وأصدق التمنيات بموفور الصحة والسعادة لفخامته، راجياً لحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق دوام الأمن والاستقرار، والمضي قدماً نحو مرحلة جديدة من البناء والتنمية.
أهمية ذكرى يوم التحرير (عيد الجلاء)
تكتسب ذكرى يوم التحرير، أو ما يُعرف تاريخياً بـ “عيد الجلاء” في سوريا، أهمية بالغة في الوجدان السوري والعربي، حيث ترمز هذه المناسبة إلى استعادة السيادة الوطنية الكاملة. ويعود أصل هذه الذكرى إلى جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في 17 أبريل عام 1946، لتدشن سوريا بذلك مرحلة الاستقلال التام. وتعد هذه المناسبة محطة مفصلية في تاريخ سوريا الحديث، حيث يستذكر فيها الشعب السوري تضحيات الآباء والأجداد في سبيل نيل الحرية والكرامة.
دلالات التهنئة السعودية وأبعادها السياسية
تحمل برقيات التهنئة من القيادة السعودية دلالات سياسية ودبلوماسية هامة، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة. فهي تؤكد على:
- دعم سيادة الدولة السورية: تعكس التهنئة اعترافاً ودعماً لمؤسسات الدولة السورية وسيادتها على أراضيها.
- العلاقات الأخوية: التشديد على “تميز العلاقات الأخوية” يشير إلى رغبة المملكة في توطيد أواصر التعاون وفتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية بعد سنوات من التحديات التي واجهت المنطقة.
- الأمن الإقليمي: التركيز المتكرر في البرقيتين على مفردات “الأمن والاستقرار” يعكس الرؤية السعودية الاستراتيجية التي تعتبر استقرار سوريا ركيزة أساسية للأمن القومي العربي، وضرورة ملحة لتهدئة الأوضاع في الإقليم.
وتأتي هذه الخطوات الدبلوماسية انسجاماً مع نهج المملكة العربية السعودية الثابت في دعم الدول العربية في مناسباتها الوطنية، والوقوف إلى جانب الشعوب الشقيقة لتحقيق تطلعاتها في العيش الكريم والرخاء الاقتصادي.