في خطوة استراتيجية تعزز من مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي، وقعت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عقداً استثمارياً جديداً مع إحدى الشركات الوطنية الرائدة، يهدف إلى إنشاء وتطوير وتشغيل مركز لوجستي متكامل في ميناء ينبع التجاري. وتبلغ القيمة الاستثمارية لهذا المشروع الحيوي ما يتجاوز 29 مليون ريال سعودي، حيث سيقام على مساحة واسعة تقدر بنحو 120,490 متراً مربعاً.
تعزيز البنية التحتية ودعم الاستراتيجية الوطنية
يأتي هذا التوقيع كجزء لا يتجزأ من جهود "موانئ" المستمرة لتطوير البنية التحتية للموانئ السعودية، بما يتماشى بشكل مباشر مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية. وتهدف هذه الاستراتيجية الطموحة إلى ترسيخ مكانة المملكة كحلقة وصل بين القارات الثلاث، وتحويلها إلى منصة لوجستية عالمية رائدة. ويُعد هذا المشروع لبنة أساسية في رفع الطاقة الاستيعابية للموانئ السعودية وتحسين كفاءتها التشغيلية لمواكبة النمو المتزايد في حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
أبعاد اقتصادية ومشاركة القطاع الخاص
يحمل المشروع في طياته أبعاداً اقتصادية هامة، حيث يركز بشكل أساسي على زيادة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي، وهو أحد ركائز رؤية المملكة 2030. ومن المتوقع أن يسهم المركز اللوجستي الجديد في جذب استثمارات نوعية من شركات الشحن والنقل الوطنية والدولية، مما يعزز من تنافسية الميناء إقليمياً. علاوة على ذلك، سيعمل المشروع على خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للكوادر الوطنية، مما يدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في منطقة المدينة المنورة ومحافظة ينبع.
ميناء ينبع التجاري: بوابة استراتيجية على البحر الأحمر
تكتسب هذه الخطوة أهميتها من الموقع الجغرافي المتميز لميناء ينبع التجاري، الذي يُعد من أقدم الموانئ البحرية على الساحل الغربي للمملكة. ويتميز الميناء بكونه البوابة الثانية لقدوم ومغادرة حجاج بيت الله الحرام، مما يمنحه بعداً دينياً واستراتيجياً فريداً. ومن خلال إنشاء مراكز لتخزين البضائع وإعادة توزيعها في المنطقة اللوجستية الجديدة، سيتم تعزيز عمليات المناولة ورفع الكفاءة التشغيلية للميناء، ليكون مركزاً محورياً لخدمة التجارة البينية والدولية.
قدرات تشغيلية متطورة
الجدير بالذكر أن ميناء ينبع التجاري يمتلك بنية تحتية قوية تؤهله لاستيعاب هذا التوسع، حيث يضم 12 رصيفاً بطاقة استيعابية تتجاوز 13.5 مليون طن سنوياً. كما يحتوي الميناء على محطة حديثة للركاب تتسع لنحو 2000 راكب، ومحطة متخصصة للبضائع العامة، بالإضافة إلى صومعتين لتخزين المواد السائبة بطاقة تخزينية تصل إلى 20 ألف طن لكل وحدة، مما يجعله ركيزة أساسية في منظومة الموانئ السعودية.