في لفتة تحمل دلالات روحية وسياسية عميقة، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن هدية قيّمة تلقاها من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وذلك خلال زيارته الرسمية الأولى إلى المملكة العربية السعودية. الهدية التي وصفها الشرع بالمكرمة، تمثلت في قطعة أصلية من ستار الكعبة المشرفة، وهو ما يعكس حفاوة الاستقبال وعمق الروابط الأخوية.
هدية إلى الجامع الأموي
وخلال كلمته التي ألقاها من على منبر الجامع الأموي التاريخي في العاصمة دمشق، قال الرئيس الشرع مخاطباً السوريين: "أكرمنا الأمير محمد بن سلمان بهدية هي قطعة من ستار الكعبة.. وآثرنا أن تكون هذه القطعة بالجامع الأموي". ويأتي اختيار الجامع الأموي مستقراً لهذه الهدية نظراً لمكانته الدينية والتاريخية كأحد أبرز المعالم الإسلامية في العالم، ليربط بذلك بين قدسية مكة المكرمة وعبق التاريخ في دمشق.
رمزية كسوة الكعبة المشرفة
تكتسب هذه الهدية أهمية استثنائية نظراً لمكانة "كسوة الكعبة" في وجدان المسلمين. وتُصنع الكسوة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، وتطرز بآيات قرآنية بأسلاك من الذهب والفضة. وجرت العادة الملكية السعودية على إهداء قطع من الكسوة القديمة بعد استبدالها سنوياً لكبار ضيوف المملكة من رؤساء الدول والزعماء، كرمز للتقدير والاحترام وتوثيقاً لأواصر المحبة الإسلامية.
السعودية.. مفتاح العالم وبوصلة الاقتصاد
وفي سياق متصل، لم تقتصر زيارة الرئيس السوري على الجوانب البروتوكولية، بل شملت أبعاداً اقتصادية استراتيجية. حيث ثمّن "الشرع" الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في المنطقة، مؤكداً أن التنمية الاقتصادية لا يمكن فصلها عن الأمن والاستقرار، وهو النموذج الذي تقدمه السعودية اليوم.
وخلال مشاركته في فعاليات منتدى مستقبل الاستثمار في دورته التاسعة، صرح الشرع قائلاً: "عندما توجهنا إلى السعودية في الرحلة الأولى أدركنا أن مفتاح العالم هنا في المملكة العربية السعودية". ويعكس هذا التصريح القناعة المتزايدة بأن الرياض باتت مركز الثقل السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط.
الإشادة برؤية 2030
كما أكد الرئيس السوري متابعته الحثيثة لمخرجات "رؤية السعودية 2030" التي أطلقها سمو ولي العهد، مشيراً إلى أن تأثيرات هذه الرؤية الطموحة تجاوزت حدود المملكة لتشمل المنطقة بأسرها. وأوضح أن الرؤية نجحت في تحويل السعودية إلى بوصلة اقتصادية إقليمية وقبلة للمستثمرين العالميين، مما يفتح آفاقاً واسعة للشراكة في مجالات الاقتصاد الرقمي والتنمية المستدامة بين البلدين.