ارتفاع ضحايا فيضانات إندونيسيا إلى 921 قتيلاً في سومطرة

كارثة في إندونيسيا: ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات سومطرة إلى 921 شخصاً ونزوح قرابة مليون، وسط مخاوف من المجاعة وعودة الأمطار الغزيرة في آتشيه.
ديسمبر 7, 2025
8 mins read
ارتفاع ضحايا فيضانات إندونيسيا إلى 921 قتيلاً في سومطرة

تشهد إندونيسيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة التي ضربت جزيرة سومطرة إلى مستويات مأساوية. وتواجه البلاد تداعيات إنسانية واقتصادية معقدة نتيجة الأعاصير التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي، مخلفة دماراً واسعاً في البنية التحتية وخسائر بشرية فادحة.

حصيلة مفزعة ونزوح جماعي

في أحدث البيانات الرسمية، أعلن رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، سوهاريانتو، أن عدد الضحايا المؤكدين بلغ 921 شخصاً، في حين لا يزال 392 شخصاً في عداد المفقودين، مما يرجح احتمالية ارتفاع أعداد القتلى مع استمرار عمليات البحث. ولم تقتصر الكارثة على الخسائر في الأرواح، بل تسببت في موجة نزوح هائلة، حيث اضطر نحو 975 ألف شخص لترك منازلهم بحثاً عن ملاذات آمنة.

وأوضح المسؤول الإندونيسي أن الأقاليم الأكثر تضرراً تشمل سومطرة الشمالية وسومطرة الغربية، إلا أن إقليم آتشيه كان الأكثر تضرراً، حيث سجلت السلطات هناك 366 حالة وفاة، ولا تزال مئات القرى في منطقتين منكوبتين في الإقليم معزولة تماماً عن العالم الخارجي بسبب الدمار الكبير الذي لحق بشبكات الطرق والجسور.

دمار واسع جراء فيضانات وانهيارات أرضية في سومطرة إندونيسيا

السياق الجغرافي والمناخي للكارثة

تعد إندونيسيا، وهي أرخبيل شاسع يضم أكثر من 17 ألف جزيرة، عرضة بشكل دائم للكوارث الهيدرولوجية، خاصة خلال موسم الأمطار الموسمية. وتقع البلاد على “حزام النار” في المحيط الهادئ، مما يجعل تضاريسها الجبلية والبركانية غير مستقرة وعرضة للانهيارات الأرضية عند هطول الأمطار الغزيرة. وتأتي هذه الفيضانات في سياق مناخي عالمي يشهد تطرفاً في الظواهر الجوية، مما يزيد من حدة وتكرار مثل هذه الكوارث في المناطق الاستوائية.

ويحمل إقليم آتشيه، على وجه الخصوص، رمزية خاصة ومؤلمة في الذاكرة الإندونيسية والعالمية، نظراً لتاريخه مع الكوارث الطبيعية الكبرى، مما يجعل الاستجابة الحالية محط أنظار المجتمع الدولي والمحلي على حد سواء.

شبح الجوع وتدابير اقتصادية طارئة

حذر حاكم إقليم آتشيه، مذاكر مناف، من أن “الجوع” بات يشكل التهديد الأخطر الذي يواجه القرى النائية المحاصرة، حيث تعيق الأوحال التي وصل منسوبها إلى مستوى الخصر وصول فرق الإغاثة والإمدادات الغذائية. وتعمل فرق الاستجابة في ظروف بالغة الصعوبة لانتشال الجثث وفتح ممرات آمنة للمساعدات.

وعلى الصعيد الاقتصادي، واستجابة للأزمة المعيشية التي خلفها الدمار، أصدر البنك المركزي توجيهات للمؤسسات المصرفية العامة والخاصة بإعادة جدولة القروض الممنوحة للمتضررين، وعدم فرض أي عقوبات مالية على المقترضين الذين تخلّفوا عن السداد نتيجة فقدانهم لممتلكاتهم أو مصادر دخلهم.

مخاوف من تجدد الأمطار

تزيد التوقعات الجوية من تعقيد المشهد، حيث أفادت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية الإندونيسية باحتمالية عودة هطول الأمطار الغزيرة يوم السبت على إقليمي آتشيه وشمال سومطرة. ويثير هذا التوقع مخاوف من حدوث انهيارات جديدة أو تفاقم الوضع في المناطق التي غمرتها الأوحال بالفعل، مما يضع السلطات وفرق الإنقاذ في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تدهور الأحوال الجوية مجدداً.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

سيلتا فيجو يهزم ريال مدريد 2-0 في الدوري الإسباني
Previous Story

سيلتا فيجو يهزم ريال مدريد 2-0 في الدوري الإسباني

تركي الفيصل يفتتح أيام المروية العربية: الفن ذاكرة الهوية
Next Story

تركي الفيصل يفتتح أيام المروية العربية: الفن ذاكرة الهوية

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى