يستعد هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، لإجراء تعديلات جوهرية على تشكيل الأخضر في المواجهة المرتقبة أمام نظيره المغربي. وتأتي هذه المباراة ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025، والتي من المقرر إقامتها مساء غدٍ الاثنين، وسط ترقب جماهيري كبير لهذه القمة العربية الكلاسيكية.
استراتيجية التدوير وإراحة النجوم
استقر الجهاز الفني للأخضر بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد على الدفع بعدد من العناصر البديلة وإجراء تغييرات تكتيكية على تشكيل المنتخب السعودي خلال مباراة المغرب. يهدف هذا القرار بشكل أساسي إلى تطبيق سياسة التدوير بين اللاعبين، حيث يرفض المدرب فكرة استنزاف اللاعبين الأساسيين ومنحهم فرصة للمشاركة الكاملة في هذه المباراة، خاصة في ظل ضغط المباريات المتتالي الذي عانى منه الفريق خلال الفترة الماضية، ورغبة منه في الحفاظ على الجاهزية البدنية للركائز الأساسية للأدوار الإقصائية الحاسمة.
مسيرة الأخضر وتأمين التأهل
يدخل المنتخب السعودي اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد أن نجح في تحقيق فوز ثمين في المباراة الماضية على حساب منتخب جزر القمر، بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. هذا الانتصار الذي جمع الفريقين ضمن مباريات الجولة الثانية من كأس العرب، كان كفيلاً بضمان عبور الأخضر رسمياً إلى الدور القادم من المسابقة، ليلتحق بركب المتأهلين رفقة منتخبي الأردن والعراق، مما يمنح رينارد أريحية تكتيكية في مباراة الغد.
مواجهة خاصة لرينارد وأبعاد تاريخية
تكتسب هذه المباراة أهمية خاصة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، لا سيما بالنسبة للمدرب هيرفي رينارد الذي يواجه فريقه السابق "أسود الأطلس". ويملك رينارد تاريخاً حافلاً مع المنتخب المغربي، حيث قادهم للتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا بعد غياب طويل، مما يضفي طابعاً عاطفياً وتكتيكياً معقداً على اللقاء. وتعتبر مواجهات السعودية والمغرب دائماً من كلاسيكيات الكرة العربية، حيث تتسم بالندية والإثارة الفنية، وتجذب أنظار المتابعين من المحيط إلى الخليج نظراً لقيمة النجوم المتواجدين في كلا المنتخبين.
أهمية الصدارة وتأثير النتيجة
على الرغم من ضمان المنتخب السعودي للتأهل، إلا أن المباراة تظل ذات أهمية قصوى لتحديد متصدر المجموعة. فالحصول على المركز الأول يمنح الفريق أفضلية معنوية ومساراً قد يكون أقل تعقيداً في الأدوار الإقصائية. كما أن الفوز على منتخب بحجم المغرب يعزز من ثقة اللاعبين ويرسل رسالة قوية للمنافسين حول جاهزية الأخضر للمنافسة على اللقب العربي، مما يجعل اللقاء فرصة مثالية للبدلاء لإثبات جدارتهم بارتداء قميص المنتخب في المحافل الكبرى.