فنزويلا تحشد 5600 جندي لمواجهة التحركات الأمريكية في الكاريبي

تصاعد التوتر بين فنزويلا وأمريكا مع انضمام 5600 جندي للجيش الفنزويلي رداً على المناورات الأمريكية في الكاريبي. تفاصيل الأزمة والمخاوف من مواجهة عسكرية.
ديسمبر 6, 2025
8 mins read
فنزويلا تحشد 5600 جندي لمواجهة التحركات الأمريكية في الكاريبي

في خطوة تعكس تصاعد حدة التوتر الجيوسياسي في منطقة أمريكا اللاتينية، أعلنت القوات المسلحة الفنزويلية رسمياً انضمام 5600 جندي جديد إلى صفوفها يوم السبت، في رسالة تحدٍ واضحة للتحركات العسكرية الأمريكية الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي. وتأتي هذه التعبئة العسكرية في وقت تعتبر فيه كراكاس أن الانتشار البحري المكثف للولايات المتحدة، والذي بدأ منذ أغسطس الماضي ويشمل حاملات طائرات عملاقة، يمثل "تهديداً وجودياً" لسيادة البلاد.

تعبئة عسكرية لمواجهة "الإمبريالية"

خلال مراسم عسكرية مهيبة أقيمت في "فويرتي تيونا"، أكبر مجمع عسكري في العاصمة كراكاس، دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى رص الصفوف وتعزيز التجنيد لمواجهة ما وصفه بـ "الأطماع الإمبريالية". وقد عكست تصريحات القادة العسكريين نبرة عالية من الاستعداد القتالي، حيث صرح الكولونيل غابرييل أليخاندرو ريندون فيلتشيس قائلاً: "لن نسمح بأي حال من الأحوال بغزو من جانب قوة إمبريالية"، مؤكداً على عقيدة الجيش الدفاعية الصارمة.

من جانبه، أشار الجنرال خافيير خوسيه ماركانو تاباتا إلى أن هناك إقبالاً متزايداً من الشباب الفنزويلي للانخراط في السلك العسكري، قائلاً: "في الوقت الذي تهدد فيه الإمبريالية وطننا وشعبنا، ينضم الشباب بالآلاف إلى القوات المسلحة الوطنية البوليفارية"، مما يعكس استراتيجية النظام في الاعتماد على التعبئة الشعبية كخط دفاع أول.

السياق الجيوسياسي والصراع على الموارد

لا يمكن فصل هذا التحشيد العسكري عن السياق التاريخي المعقد للعلاقات الأمريكية الفنزويلية. فلطالما اتسمت العلاقة بين البلدين بالعداء الأيديولوجي، خاصة في ظل سعي واشنطن المستمر لممارسة الضغوط القصوى على نظام مادورو. وترى فنزويلا، التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، أن التحركات الأمريكية تحت غطاء "مكافحة المخدرات" ليست سوى ذريعة للسيطرة على ثروات البلاد وتغيير النظام السياسي بالقوة.

وتشير التحليلات إلى أن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الكاريبي وقبالة سواحل أمريكا اللاتينية، والذي بررته إدارة ترامب بمكافحة "كارتيلات التهريب"، قد وضع المنطقة في حالة من عدم الاستقرار الأمني، مما دفع فنزويلا لتعزيز قدراتها الدفاعية تحسباً لأي سيناريو عسكري محتمل.

ميزان القوى والمواجهة في الكاريبي

وفقاً للأرقام الرسمية، تضم القوات المسلحة الفنزويلية حالياً نحو مئتي ألف جندي نظامي، بالإضافة إلى قوة شرطية مماثلة، وتسعى القيادة لزيادة هذه الأعداد عبر برامج التطوع والميليشيات المدنية. في المقابل، كثفت الولايات المتحدة عملياتها البحرية، حيث أعلنت القوات الأمريكية تدمير أكثر من 20 زورقاً مشتبهاً بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ منذ سبتمبر، في عمليات أسفرت عن مقتل 87 شخصاً، وهو ما تعتبره كراكاس جزءاً من حصار بحري غير معلن.

إن هذا التصعيد المتبادل يحمل في طياته مخاطر إقليمية واسعة، حيث يخشى المراقبون من أن يؤدي أي احتكاك غير محسوب في المياه الدولية إلى اندلاع مواجهة مباشرة قد تجر المنطقة بأسرها إلى صراع مفتوح، خاصة في ظل الاستقطاب الدولي الحالي.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

إنتر ميلان يتصدر الدوري الإيطالي برباعية في شباك كومو
Previous Story

إنتر ميلان يتصدر الدوري الإيطالي برباعية في شباك كومو

أزمة الصناعة الأوروبية: ضغط الصين وارتفاع أسعار الطاقة
Next Story

أزمة الصناعة الأوروبية: ضغط الصين وارتفاع أسعار الطاقة

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى