سادت حالة من التوتر والغضب الشديد على النجم المصري محمد صلاح، جناح نادي ليفربول الإنجليزي، عقب انتهاء مباراة فريقه أمام ليدز يونايتد، والتي أقيمت ضمن منافسات الجولة الرابعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) على ملعب "إيلاند رود" معقل ليدز.
وبحسب ما رصدته الكاميرات والمصادر من داخل الملعب، فبمجرد إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية، غادر محمد صلاح أرضية الميدان مسرعاً وتوجه مباشرة إلى غرفة خلع الملابس، حيث بدت عليه علامات الاستياء الواضح. ويأتي هذا الغضب العارم نتيجة عدم مشاركته في المباراة التي شهدت تعثراً لفريقه بالتعادل الإيجابي، مما زاد من حدة الاحتقان لدى هداف الفريق الذي يطمح دائماً للتواجد داخل المستطيل الأخضر لمساعدة زملائه.
سلسلة من الغياب تثير التساؤلات
لم يكن غضب "الفرعون المصري" وليد اللحظة، بل جاء تراكمياً بعد استبعاده من التشكيل الأساسي للريدز للمباراة الثالثة على التوالي. وتشير التقارير إلى أن صلاح لم يشارك بصفة أساسية في مواجهات سابقة شملت وست هام يونايتد، ومباراة سندرلاند، وصولاً إلى المواجهة الأخيرة أمام ليدز يونايتد. هذا الغياب المتكرر لنجم بحجم صلاح، الذي اعتاد على تحطيم الأرقام القياسية والمنافسة على لقب الحذاء الذهبي، يطرح تساؤلات عديدة حول القرارات الفنية وتأثير سياسة التدوير على معنويات كبار النجوم.
سياق الحدث وتأثيره على الفريق
تكتسب هذه الواقعة أهمية خاصة بالنظر إلى وضع ليفربول في جدول الترتيب والمنافسة الشرسة في الدوري الإنجليزي. فالمباراة انتهت بتعادل مثير بنتيجة ثلاثة أهداف لكل فريق، وهي نتيجة تعتبر بمثابة خسارة لنقطتين ثمينتين في سباق اللقب. غياب الحلول الهجومية الحاسمة التي عادة ما يقدمها صلاح في مثل هذه الأوقات الصعبة جعل من رد فعله الغاضب أمراً مبرراً في نظر الكثير من المحللين، حيث يرى اللاعب نفسه قادراً على تغيير مجرى المباراة لو أتيحت له الفرصة.
الأبعاد النفسية والفنية
من المعروف عن محمد صلاح شغفه الكبير بكرة القدم وكرهه للجلوس على مقاعد البدلاء، وهي سمة تميز أساطير اللعبة الذين يسعون دائماً لترك بصمة في كل دقيقة. هذا الغضب يعكس رغبة اللاعب الجامحة في الفوز وليس مجرد تمرد على القرارات، وهو ما يضع الجهاز الفني أمام تحدٍ كبير في كيفية احتواء غضب النجوم مع الحفاظ على التوازن الفني للفريق. إن استمرار مثل هذه التوترات قد يؤثر سلباً على استقرار غرفة الملابس، مما يستدعي تدخلاً سريعاً لتهدئة الأجواء وضمان تركيز الجميع على الاستحقاقات القادمة محلياً وأوروبياً.