أسفرت قرعة كأس العالم 2026، التي أُجريت خلال الساعات الماضية، عن وضع منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) في مواجهة قوية ضمن مجموعة المنتخب السعودي، وذلك في البطولة المنتظرة التي ستنطلق في 11 يونيو المقبل بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك. ويأتي هذا الحدث في وقت تشهد فيه كرة القدم العالمية تغييرات جذرية مع زيادة عدد المنتخبات المشاركة.
رحلة الصعود التاريخية إلى مونديال 2026
نجح منتخب الرأس الأخضر في حجز مقعده في نهائيات كأس العالم 2026 بعد مسيرة تصفيات شاقة ومثيرة. جاء التأهل الرسمي عقب الفوز الساحق على منتخب إسواتيني بثلاثية نظيفة في شهر أكتوبر الماضي، ليعلن "القروش الزرقاء" عن وصولهم للمرة الأولى في تاريخهم إلى المحفل العالمي الأكبر.
ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود، حيث حقق الرأس الأخضر مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء منتخب الكاميرون العريق. تمكن رفاق المدرب بوبيستا من الفوز على "الأسود غير المروضة" بهدف نظيف في دور المجموعات، مما دفع الكاميرون إلى الملحق حيث خسروا أمام الكونغو، ليغادروا السباق رسمياً.
بوبيستا.. مهندس الإنجاز الوطني
يقف خلف هذا الإنجاز المدرب الوطني بيدرو ليتاو بريتو، المعروف بـ "بوبيستا". تولى بوبيستا المهمة في عام 2020، وهو ليس غريباً على المنتخب، حيث يعد أحد أبناء الرأس الأخضر المخلصين وقائداً سابقاً للمنتخب. نجح المدرب في قيادة الفريق للتأهل إلى كأس أمم أفريقيا في مناسبتين سابقتين، قبل أن يتوج مجهوده بالوصول إلى كأس العالم 2026.
يتمتع بوبيستا بشعبية جارفة بين اللاعبين والجماهير، حيث يمثل نموذجاً للمدرب المحلي الناجح القادر على توظيف الإمكانيات المتاحة لصنع التاريخ، معتمداً على الروح القتالية والانضباط التكتيكي.
الأسلوب التكتيكي وأبرز النجوم
يعتمد منتخب الرأس الأخضر بشكل أساسي على خطة لعب 4-2-3-1، التي تمنح الفريق توازناً بين الدفاع والهجوم. يركز المدرب على الهجوم السريع والشرس، مستغلاً سرعة الأجنحة والتحركات المستمرة لرباعي المقدمة، بالإضافة إلى الاعتماد على العرضيات المتقنة من الظهيرين.
تضم قائمة المنتخب أسماء لامعة، يتقدمهم القائد والحارس الأمين "فوزينيا"، الذي يعتبر صمام الأمان والشخصية القيادية الأبرز داخل غرفة الملابس. وفي الهجوم، يبرز اسم دايلون ليفراميتو، لاعب هيلاس فيرونا المعار إلى كازا بيا البرتغالي، والذي كان له الفضل الأكبر في مباراة الحسم أمام إسواتيني.
سياق البطولة وأهمية الحدث
تكتسب نسخة كأس العالم 2026 أهمية خاصة كونها النسخة الأولى التي تضم 48 منتخباً، مما أتاح فرصة أكبر للمنتخبات الأفريقية والآسيوية للظهور. بالنسبة للمنتخب السعودي، فإن مواجهة فريق طموح مثل الرأس الأخضر تتطلب حذراً شديداً، حيث أثبتت "القروش الزرقاء" تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة، متجاوزة كونها مجرد فريق من أرخبيل صغير في المحيط الأطلسي لتصبح رقماً صعباً في الكرة الأفريقية والعالمية.
