أكد سيف الدين الجزيري، مهاجم المنتخب التونسي، أن المواجهة المرتقبة أمام المنتخب القطري لا تقبل القسمة على اثنين، واصفاً إياها بأنها "مصيرية" وليست مجرد مباراة لتأدية الواجب أو تحصيل حاصل، وذلك في ظل الوضع المعقد الذي يعيشه نسور قرطاج في دور المجموعات ببطولة كأس العرب 2025.
تصريحات نارية ورسالة للجماهير
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم السبت للحديث عن المباراة، وجه الجزيري رسالة قوية للجماهير التونسية، مشدداً على ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين. وقال الجزيري: "نحن هنا لتمثيل شعب تونس العظيم ونمثل الجمهور الذي يقطع المسافات لمشاهدتنا ومؤازرتنا، لذلك فإن خوض المباراة لن يكون أبداً بمثابة تأدية واجب، بل هو قتال حتى الرمق الأخير".
وأضاف مهاجم نسور قرطاج بنبرة تفاؤل: "عندما تمنحك كرة القدم فرصة ثانية للتعويض، يجب عليك التمسك بها ولعبها حتى النهاية، والتوفيق في النهاية يأتي من عند الله".
تحديات التحضير والجاهزية البدنية
ولم يخفِ الجزيري الصعوبات التي واجهت المنتخب التونسي في التحضير لهذه البطولة، مشيراً إلى الظروف اللوجستية التي أثرت على الانسجام الكامل للفريق. وأوضح قائلاً: "لم نستعد بالصورة المثالية التي كنا نتمناها، فالعديد من اللاعبين وصلوا من مسافات بعيدة ومن قارات مختلفة للالتحاق بالمعسكر، مما جعل درجات الجاهزية البدنية متفاوتة، لكن رغم ذلك يظل الأمل قائماً وثقتنا في الله وفي إمكانياتنا كبيرة جداً".
احترام الخصم وحسابات المجموعة المعقدة
وعن المنتخب القطري، تحدث الجزيري باحترام كبير للمنافس، مؤكداً: "المنتخب القطري فريق ممتاز ويمتلك عناصر مميزة للغاية، لقد درسناهم جيداً ولديهم نقاط قوة سنحاول إيقافها، بالإضافة إلى نقاط ضعف سنعمل على استغلالها لخطف النقاط الثلاث".
وتكتسب هذه المباراة أهمية قصوى نظراً لترتيب المجموعة الثالثة المعقد قبل انطلاق الجولة الأخيرة. حيث يدخل المنتخب التونسي اللقاء وهو في المركز الثالث برصيد نقطة واحدة فقط، وهو نفس رصيد المنتخب القطري الذي يقبع في المركز الرابع. في المقابل، يتربع المنتخب الفلسطيني على الصدارة برصيد 4 نقاط، يليه المنتخب السوري بنفس الرصيد في المركز الثاني.
سيناريوهات التأهل وأهمية الفوز
وتعتبر المباراة التي ستنطلق عند الساعة الثامنة من مساء يوم غد الأحد، بمثابة "طوق النجاة" لكلا المنتخبين. فالفوز هو الخيار الوحيد الذي قد يبقي على آمال تونس أو قطر في التأهل للدور القادم، شريطة أن تخدمهم نتيجة المباراة الأخرى بين فلسطين وسوريا. هذا الوضع يضع ضغطاً هائلاً على اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، خاصة وأن الخروج من الدور الأول سيمثل صدمة للجماهير التونسية التي اعتادت رؤية منتخب بلادها ينافس على الألقاب العربية والقارية.