في أمسية كروية درامية على ملعب "فيلا بارك"، وضع نادي أستون فيلا حداً لسلسلة أرسنال التاريخية الخالية من الهزائم والتي امتدت لـ 18 مباراة متتالية، بعدما تغلب عليه بنتيجة 2-1 في قمة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يوم السبت. جاءت هذه الهزيمة لتشعل المنافسة مجدداً على صدارة البريميرليغ، حيث يدين "الفيلانز" بهذا الانتصار الثمين للنجم الأرجنتيني إيميليانو بوينديا الذي سجل هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء.
وبالعودة إلى تفاصيل المواجهة، وجد فريق المدرب الإسباني ميكل أرتيتا نفسه متأخراً في النتيجة خلال الشوط الأول، وتحديداً في الدقيقة 36، عبر هدف سجله الظهير البولندي ماتي كاش، مستغلاً عاملي الأرض والجمهور اللذين شكلا ضغطاً كبيراً على الضيوف. ورغم نجاح البديل البلجيكي لياندرو تروسار في إعادة أرسنال للمباراة بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 52، إلا أن الإثارة بلغت ذروتها في الوقت بدل الضائع، حين استغل بوينديا ثغرة دفاعية قاتلة ليسجل هدف الانتصار في الدقيقة (90+5).
وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة تتجاوز مجرد النقاط الثلاث؛ فهي تمثل مواجهة تكتيكية ونفسية بين أوناي إيمري، مدرب أرسنال السابق، وتلميذه ومواطنه ميكل أرتيتا. وقد أثبت إيمري مجدداً أنه رقم صعب في المعادلة الإنجليزية، حيث قاد أستون فيلا لتحقيق سبعة انتصارات متتالية في جميع المسابقات، محولاً الفريق إلى منافس شرس وغير متوقع على اللقب، رغم تصريحاته الدبلوماسية التي حاولت إبعاد الضغوط عن لاعبيه بوصف أرسنال بـ"أقوى فريق في أوروبا".
وعلى الصعيد الفني، كشفت المباراة عن عمق الأزمة الدفاعية التي يعاني منها النادي اللندني، حيث خاض اللقاء بغيابات مؤثرة في الخط الخلفي تمثلت في غياب الفرنسي وليام صليبا والبرازيلي غابريال والإسباني كريستيان موسكيرا. هذا النقص العددي أجبر أرتيتا على إجراء تعديلات اضطرارية، بنقل الهولندي جوريان تيمبر من مركز الظهير الأيمن ليلعب كقلب دفاع بجوار الإكوادوري بييرو هينكابيي، وهو ما أفقد الفريق توازنه المعتاد وجعله يظهر بشكل غير مريح طوال التسعين دقيقة.
تلقي هذه النتيجة بظلالها على شكل المنافسة في الدوري، حيث تقلص الفارق بين أرسنال المتصدر وملاحقه المباشر أستون فيلا إلى ثلاث نقاط فقط بعد مرور 15 جولة. كما فتحت هذه الخسارة الباب أمام مانشستر سيتي صاحب المركز الثالث لتقليص الفارق إلى نقطتين فقط في حال تمكنه من الفوز على ضيفه سندرلاند، مما ينذر بصراع ثلاثي مشتعل على اللقب في الجولات القادمة، ويعيد للأذهان سيناريوهات المواسم التي حُسمت فيها البطولة في الأنفاس الأخيرة.
