محمد صلاح يقترب من الدوري السعودي بعد أزمة ليفربول

يعيش النجم المصري محمد صلاح، أيقونة نادي ليفربول الإنجليزي، واحدة من أكثر فترات مسيرته الاحترافية تعقيداً وصعوبة منذ وطأت قدماه ملعب "الأنفيلد" في عام 2017. وتشير المعطيات الحالية إلى وصول العلاقة بين اللاعب وإدارة النادي إلى ما يشبه "الطريق المسدود"، لا سيما في ظل تراجع دوره الفني بشكل ملحوظ واستبعاده المتكرر من التشكيل الأساسي تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي خلف يورغن كلوب في القيادة الفنية للريدز.

وبحسب مصادر مقربة من اللاعب وتقارير صحفية عالمية، فإن "الفرعون المصري" بات أقرب من أي وقت مضى لمغادرة أسوار ليفربول، مع تزايد احتمالية انتقاله إلى دوري روشن السعودي للمحترفين خلال الفترة المقبلة. وتأتي هذه التكهنات في ظل وجود عروض مالية ضخمة وجادة من أندية صندوق الاستثمارات العامة السعودي، التي تضع صلاح على رأس أولوياتها لتدعيم صفوفها بصفقة جماهيرية من العيار الثقيل.

أزمة فنية وضغوط إعلامية

تعرض صلاح في الأسابيع الأخيرة لحملة انتقادات لاذعة من الصحافة الإنجليزية، التي حملته جزءاً كبيراً من مسؤولية تذبذب نتائج الفريق، مشيرة إلى تراجع معدلاته التهديفية ومساهماته الهجومية مقارنة بالمواسم القياسية السابقة. واعتبرت بعض الأقلام الرياضية في بريطانيا أن اللاعب لم يعد يقدم الإضافة المرجوة، وهو ما اتخذه الجهاز الفني بقيادة آرني سلوت ذريعة لقراراته الفنية بإبقاء النجم المصري على دكة البدلاء في مباريات حاسمة، مما أدى إلى تعميق الفجوة النفسية بين الطرفين.

خلفية تاريخية: نهاية جيل ذهبي

لا يمكن قراءة المشهد الحالي بمعزل عن التاريخ العريض الذي سطره محمد صلاح مع ليفربول. فقد كان اللاعب حجر الزاوية في مشروع النادي للعودة إلى منصات التتويج، حيث قاد الفريق لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 2019، واستعادة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الغائب لمدة 30 عاماً في 2020. إن التحول من كونه النجم الأول الذي لا يُمس إلى لاعب بديل يمثل صدمة لجماهير الريدز، ويشير بوضوح إلى رغبة الإدارة الفنية الجديدة في بناء فريق شاب وتجاوز حقبة النجوم المخضرمين.

التأثير المتوقع لانتقال صلاح إلى السعودية

على الصعيد الإقليمي والدولي، يمثل انتقال محمد صلاح المحتمل إلى الدوري السعودي نقلة نوعية هائلة لمشروع الرياضة في المملكة. فبعد استقطاب أساطير مثل كريستيانو رونالدو، نيمار، وكريم بنزيما، يُعتبر صلاح "القطعة المفقودة" نظراً لشعبيته الجارفة في العالم العربي والإسلامي. هذه الصفقة، إن تمت، لن تكون مجرد انتقال رياضي، بل ستعزز من القيمة السوقية والتسويقية لدوري روشن، وتؤكد مكانته كوجهة عالمية جاذبة لأفضل مواهب كرة القدم.

ومع استمرار التوتر في أروقة ليفربول، يبدو أن مسار العلاقة التاريخية يسير نحو نهايته المحتومة. وينتظر الوسط الرياضي العالمي بشغف ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وسط ترقب كبير لصفقة قد تكون الأبرز والأغلى في ميركاتو 2025، لتكتب الفصل الأخير في رحلة صلاح الأوروبية وبداية مغامرة جديدة في الملاعب العربية.