يواصل فريق السعودية استعداداته المكثفة للمشاركة في منافسات دورة الألعاب الآسيوية البارالمبية الخامسة للشباب، التي تستضيفها مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمقرر انطلاقها بداية من الأسبوع المقبل. وتأتي هذه التحضيرات وسط روح معنوية عالية وإصرار كبير من اللاعبين والأجهزة الفنية لتمثيل المملكة خير تمثيل في هذا المحفل القاري الهام.
وتخضع المنتخبات السعودية حالياً لبرنامج تدريبي صارم في معسكرها المقام في إمارة الشارقة، حيث تؤدي الفرق تدريباتها على فترتين صباحية ومسائية في عدد من المنشآت الرياضية المجهزة، لضمان الوصول إلى أعلى مستويات الجاهزية البدنية والفنية قبل انطلاق المنافسات الرسمية. وتشارك المملكة في هذه النسخة من الآسياد ببعثة تضم نخبة من اللاعبين الواعدين الذين سيتنافسون في ثماني ألعاب رئيسية هي: السباحة، ألعاب القوى، كرة الهدف، كرة السلة (3×3)، البوتشيا، التايكوندو، كرة الطاولة، ورفع الأثقال.
وتكتسب هذه المشاركة أهمية خاصة في سياق الحراك الرياضي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، حيث تولي القيادة الرياضية اهتماماً بالغاً برياضة ذوي الإعاقة، تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تمكين جميع فئات المجتمع وتعزيز جودة الحياة. وتعد دورة الألعاب الآسيوية للشباب محطة استراتيجية لاكتشاف المواهب وصقلها، تمهيداً لإعداد أبطال قادرين على المنافسة في الدورات البارالمبية العالمية مستقبلاً، مما يعزز مكانة المملكة على خارطة الرياضة الدولية.
وفي إطار الحرص على الجوانب التوعوية والنفسية للاعبين، لم تقتصر التحضيرات على الجانب الفني والبدني فحسب، بل شملت الجوانب التثقيفية أيضاً. حيث نظّمت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية ورشة عمل متخصصة بعنوان "الأمان الرياضي"، استهدفت اللاعبين السعوديين المشاركين في الدورة. وتناولت الورشة بشكل مفصل التدابير والسياسات والممارسات المعتمدة دولياً لحماية جميع المشاركين في المنافسات الرياضية.
وسلّطت الورشة الضوء على أنواع الإساءة المختلفة التي قد يتعرض لها الرياضيون، وشملت التوعية بمخاطر الإساءة النفسية، والإيذاء الجسدي، والتحرّش، والاعتداء، والإهمال، والتنمّر، بالإضافة إلى الطقوس المهينة التي قد تمارس في بعض البيئات الرياضية. كما قدّمت الورشة حزمة من الحلول والاقتراحات العملية المتعلقة بسبل الحماية والرعاية، موضحة الخطوات الرسمية الواجب اتخاذها من قبل اللاعبين في حال تعرّضهم أو مشاهدتهم لأي من هذه التجاوزات، وذلك لضمان بيئة تنافسية آمنة وسليمة تليق بالقيم الرياضية الأولمبية.
تجدر الإشارة إلى أن استضافة دبي لهذا الحدث القاري تعكس التطور الكبير في البنية التحتية الرياضية في دول مجلس التعاون الخليجي، وقدرتها على تنظيم كبرى البطولات الخاصة بأصحاب الهمم، مما يوفر منصة مثالية للشباب الآسيوي لإبراز قدراتهم وتحدي الإعاقة من خلال الرياضة.