في خطوة تعكس الجاهزية العالية للمملكة العربية السعودية لاستضافة كبرى المحافل الرياضية، أعلنت اللجنة المنظمة عن مشاركة 600 متطوع ومتطوعة في تنظيم النسخة السابعة من كأس آسيا تحت 23 عامًا 2026. ومن المقرر أن تستضيف مدينتا الرياض وجدة منافسات البطولة خلال الفترة من 6 إلى 24 يناير المقبل، وسط ترقب قاري لمشاركة 16 منتخبًا من نخبة فرق القارة الصفراء.
التطوع الرياضي: ركيزة أساسية في رؤية السعودية 2030
يأتي هذا الحراك التنظيمي متزامنًا مع احتفاء العالم بـ "اليوم العالمي للتطوع" الذي يصادف الخامس من ديسمبر سنويًا. ولا يعد هذا التزامن مجرد صدفة، بل هو تجسيد عملي لأحد أهم مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع العمل التطوعي في قلب محور "مجتمع حيوي". وتسعى المملكة للوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030، حيث يلعب القطاع الرياضي دورًا محوريًا في تحقيق هذا الرقم من خلال إشراك الشباب في إدارة الفعاليات العالمية، مما يعزز من قيم العطاء والانتماء الوطني.
معايير اختيار دقيقة وتدريب احترافي
كشفت اللجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس آسيا 2027 (التي تشرف أيضًا على هذه البطولة التحضيرية) عن عملية فرز دقيقة للمتقدمين. فقد تم اختيار الـ 600 متطوع من بين قاعدة بيانات ضمت أكثر من 5,000 مسجل، مما يعكس الإقبال الكبير والرغبة المجتمعية في المشاركة.
ولضمان خروج البطولة بأفضل صورة، يخضع المقبولون لبرنامج تدريبي مكثف:
- عدد الساعات: 12 ساعة تدريبية لكل متطوع.
- نوع التدريب: يجمع بين المهارات العامة والتخصصية.
- مجالات العمل: تشمل العمليات الإعلامية، البروتوكول، التسويق، الخدمات الطبية، إدارة الملاعب، المواصلات، السكن، وإدارة القوى العاملة.
تراكم الخبرات: من المحلية إلى القارية
تستند اللجنة المنظمة في إدارتها لملف التطوع إلى منهجية عالمية وخبرات متراكمة اكتسبتها من تنظيم أحداث سابقة. فقد قادت فرق العمل عمليات التطوع بنجاح في ثلاث بطولات كبرى مؤخرًا، محققة أرقامًا لافتة:
- تنفيذ 2,520 ساعة تطوع في مدينة أبها.
- إنجاز 35,700 ساعة تطوع في جدة والطائف.
وشملت هذه الخبرات تنظيم بطولات مثل كأس الخليج تحت 20 عامًا، وكأس آسيا للناشئين تحت 17 عامًا، بالإضافة إلى الأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا للنخبة لموسم 2024/2025.
أهمية الحدث وتأثيره المستقبلي
تكتسب بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا 2026 أهمية استراتيجية تتجاوز كونها منافسة رياضية؛ فهي تعد "بروفة" حقيقية واختبارًا عمليًا لقدرات المملكة قبل استضافة الحدث الأكبر، كأس آسيا 2027. يساعد هذا التنظيم في اختبار البنية التحتية للملاعب في الرياض وجدة، وتقييم كفاءة الكوادر البشرية، وضمان سلاسة العمليات اللوجستية لاستقبال الوفود والجماهير.
كما يعزز هذا الحدث من مكانة السعودية كوجهة عالمية للرياضة، ويؤكد قدرتها المتنامية على استضافة الفعاليات الدولية وفق أعلى المعايير، مما يمهد الطريق لطموحات أكبر، بما في ذلك استضافة كأس العالم 2034، لترسيخ المملكة كمركز ثقل رياضي واقتصادي وسياحي في المنطقة.