أُعلن بشكل رسمي عن إلغاء فكرة إقامة مباراة ودية دولية كانت مطروحة بقوة بين المنتخب السعودي ونظيره الإسباني، وذلك في إطار التحضيرات لنهائيات كأس العالم 2026. وجاء هذا القرار بعد مراجعة دقيقة من الجانبين للروزنامة الدولية، وعقب سحب القرعة التي وضعت المنتخبين وجهاً لوجه في منافسات دور المجموعات، مما جعل إقامة اللقاء الودي أمراً غير مجدٍ من الناحية الفنية والتكتيكية.
تضارب المصالح الفنية والمجموعة الثامنة
يشارك المنتخبان في المجموعة الثامنة (Group H) من المونديال المرتقب، وهي مجموعة قوية تضم إلى جانبهما منتخب أوروجواي العنيد ومنتخب كاب فيردي (الرأس الأخضر) المتطور. وكان المقترح الودي فكرة مثيرة للاهتمام لرفع مستوى الاحتكاك، إلا أن العرف الكروي السائد يقتضي عادةً تجنب المنتخبات اللعب ودياً ضد خصومهم المباشرين في البطولة قبل وقت قصير من انطلاقها، وذلك للحفاظ على سرية الخطط التكتيكية وأوراق اللعب الرابحة.
سياق التحضيرات وضغط الروزنامة
كانت المباراة الودية ضمن الأفكار المطروحة خلال الفترة الماضية ضمن مساعي رفع جاهزية المنتخبين، لكن تقارير حديثة أكدت أن تضارب المواعيد وضيق الوقت حالا دون إيجاد نافذة مناسبة لإقامة اللقاء. وأوضحت المصادر أن الاتحادين السعودي والإسباني فضّلا التركيز على البرنامج الإعدادي الخاص بكل منتخب، خاصة مع ازدحام جدول المباريات الدولية واقتراب الاستحقاقات الرسمية، ليتم الاتفاق على صرف النظر عن الفكرة تماماً في الوقت الراهن.
تاريخ المواجهات وأهمية الحدث
تكتسب مشاركة المنتخب السعودي (الصقور الخضر) في كأس العالم 2026 أهمية قصوى، خاصة بعد الأداء التاريخي في نسخة 2022 والفوز المدوّي على الأرجنتين. ويسعى الأخضر لتكرار إنجاز 1994 بالتأهل للدور الثاني. في المقابل، يدخل المنتخب الإسباني (المتادور) البطولة كأحد أبرز المرشحين لللقب، مدعوماً بتاريخ عريق يشمل الفوز بكأس العالم 2010 وبطولات أوروبية متعددة. وسبق للمنتخبين أن التقيا في مونديال 2006 في ألمانيا، حيث فازت إسبانيا بهدف نظيف، مما يضفي طابعاً ثأرياً وتنافسياً على لقائهما الرسمي المرتقب في 2026.
كأس العالم 2026: نسخة استثنائية
تُعد بطولة كأس العالم 2026 حدثاً فريداً من نوعه، حيث ستكون النسخة الأولى التي تضم 48 منتخباً بدلاً من 32، وستقام بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك. هذا التوسع يزيد من حدة المنافسة ويجعل كل مباراة في دور المجموعات مصيرية. وبعد إلغاء المقترح الودي، يواصل المنتخب السعودي تنفيذ برنامجه التحضيري المعتمد دون أي تعديلات، بينما يمضي المنتخب الإسباني في استعداداته وفق خطته الفنية، في ظل تبقي أشهر قليلة على انطلاق هذا العرس الكروي العالمي، مما يؤكد حرص الطرفين على الوصول إلى المونديال بأعلى درجات الجاهزية والتركيز.
