أعلن إيهاب أبو جزر، المدير الفني للمنتخب الفلسطيني لكرة القدم، عن الجاهزية التامة لكتيبة "الفدائي" لخوض المواجهة المصيرية والمرتقبة أمام المنتخب السوري، والمقرر إقامتها مساء غدٍ الأحد على أرضية استاد المدينة التعليمية المونديالي، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025.
مواجهة كسر العظم في المجموعة الأولى
تتجه أنظار عشاق الكرة العربية صوب الدوحة لمتابعة هذا "الديربي الشامي" المثير، حيث يدخل المنتخبان اللقاء وفي جعبة كل منهما 4 نقاط، مما يجعل المباراة بمثابة نهائي مبكر. يتصدر منتخب فلسطين المجموعة بفارق الأهداف، يليه المنتخب السوري، بعد أن قدم كلا الفريقين مستويات لافتة؛ حيث تفوق الفدائي على قطر وتعادل مع تونس، بينما انتصر نسور قاسيون على تونس وتعادلوا مع العنابي.
وفي المؤتمر الصحفي الذي يسبق اللقاء، كان أبو جزر حاسماً في تصريحاته، مؤكداً أن اللعب على خيار التعادل ليس في قاموسه، وقال: "التعادل مع سوريا والتأهل معًا؟ نحن لا ننظر إلا للفوز. التأهل هو ما يعنينا أولًا وأخيرًا، والمنتخب الذي يلعب على فرصتين قد يخسرهما". وأضاف مشدداً على أهمية النقاط الثلاث لضمان صدارة المجموعة وتوجيه رسالة قوية للمنافسين في الأدوار الإقصائية.
سياق تاريخي وأهمية إقليمية
تكتسب هذه المباراة أهمية خاصة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، فهي تجمع بين جارين يمتلكان تاريخاً طويلاً من التنافس الرياضي الأخوي. وتأتي هذه النسخة من كأس العرب لتعيد للأذهان ذكريات البطولات السابقة، حيث يسعى المنتخب الفلسطيني لتأكيد تطوره الملحوظ في السنوات الأخيرة وحضوره القوي في المحافل الدولية، بينما يطمح المنتخب السوري لاستعادة بريقه والمنافسة بجدية على اللقب.
وتعد إقامة المباراة على استاد المدينة التعليمية، أحد ملاعب كأس العالم 2022، حافزاً إضافياً للاعبين لتقديم أفضل ما لديهم أمام الجماهير الغفيرة المتوقع حضورها لمساندة الطرفين.
التحديات البدنية والتكتيكية
لم يخفِ المدرب الفلسطيني قلقه من العامل البدني، مشيراً إلى أن "المنتخبين الفلسطيني والسوري استُنزفا بدنيًا بشكل واضح خلال المباراتين السابقتين أمام تونس وقطر"، وهو ما يفرض تحدياً تكتيكياً لإدارة الجهد خلال التسعين دقيقة. وأوضح أن التشابه التكتيكي بين المدرستين الكرويتين قد يزيد من تعقيد المباراة وصعوبتها، حيث يعتمد كلاهما على الروح القتالية العالية والانضباط الدفاعي.
من جانبه، عبر اللاعب أحمد طه عن تفاؤله الكبير، مستمداً الثقة من الأداء البطولي أمام تونس، وقال: "قدمنا مباراة كبيرة أمام منتخب مونديالي، وإن شاء الله نواصل الأداء نفسه أمام سوريا ونحقق الفوز". وأكد أن اللاعبين يدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لإسعاد الجماهير الفلسطينية.
الجدير بالذكر أن المباراة ستنطلق في تمام الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، وستكون كلمة الفصل لتحديد المتأهلين عن هذه المجموعة الحديدية التي ظلت حساباتها معلقة حتى اللحظات الأخيرة.