تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، يوم السبت، صوب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يواجه الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي وفريقه إنتر ميامي تحدياً مصيرياً لإحراز أول لقب في تاريخ النادي ببطولة الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS). وتكتسب هذه المباراة طابعاً ثأرياً خاصاً، إذ يصطدم ميسي بضيفه فانكوفر وايتكابس الذي يقوده النجم الألماني توماس مولر، اللاعب الذي طالما شكل "عقدة" تاريخية للنجم الأرجنتيني على مدار عقد ونصف.
توقيت مثالي ومواجهة العمالقة
تأتي هذه المواجهة المرتقبة غداة سحب قرعة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة بالشراكة مع كندا والمكسيك، مما يضفي زخماً إعلامياً وجماهيرياً هائلاً على اللقاء. ستنطلق صافرة البداية في تمام الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي (19:30 بتوقيت باريس)، لتجمع بين أيقونة الكرة العالمية ليونيل ميسي (38 عاماً) وآخر الوافدين الكبار من القارة العجوز، توماس مولر (36 عاماً)، الذي انضم إلى النادي الكندي في أغسطس الماضي.
التاريخ لا يرحم.. ذكريات مؤلمة لميسي أمام مولر
لا يمكن الحديث عن هذه المباراة دون استحضار التاريخ الطويل والمؤلم لميسي أمام الفرق التي يقودها مولر. فالمواجهة ليست مجرد مباراة نهائية، بل هي كلاسيكو عالمي نادرًا ما ابتسم لصاحب الكرات الذهبية الثماني. التاريخ يشهد على تفوق الماكينات الألمانية؛ بداية من ربع نهائي مونديال 2010 حين أذلت ألمانيا منتخب التانغو برباعية نظيفة سجل فيها مولر هدفين، وصولاً إلى الليلة الحزينة في ماراكانا بنهائي كأس العالم 2014، حيث تبخر حلم ميسي باللقب العالمي آنذاك بهزيمة 1-0.
ولم تتوقف الكوابيس عند المنتخبات، بل امتدت للأندية، حيث لا يزال عشاق برشلونة يتذكرون بمرارة ليلة لشبونة في أغسطس 2020، حين سحق بايرن ميونيخ بقيادة مولر رفاق ميسي بنتيجة تاريخية 8-2 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ورغم الفوز اليتيم لبرشلونة في نصف نهائي 2015، إلا أن كفة المواجهات المباشرة تميل بوضوح للنجم الألماني.
تصريحات نارية واستعدادات قصوى
وفي سياق الحرب النفسية المعتادة، صرح توماس مولر في نشرته الشهرية قائلاً: "ما أجمل من مواجهة الأسطورة، اللعب ضد ميسي والفوز عليه؟"، ملمحاً إلى سجله المرعب حيث خرج منتصراً في 7 من أصل 10 مواجهات جمعتهما. وأضاف لشبكة "آبل تي في": "إنها مباراة نهائية كبيرة. أردت هذه المواجهة وها نحن فيها"، مستدركاً بذكاء: "لكنها ليست ميسي ضد مولر، بل فريق ضد فريق".
أرقام الموسم وصراع اللقب الأول
فانياً، قدم فانكوفر وايتكابس موسماً استثنائياً، محتلاً وصافة الغرب، ومستفيداً من الخبرة الكبيرة لمهاجمه الألماني الذي سجل 8 أهداف في 11 مباراة، مما أضاف نجاعة هجومية واضحة للفريق. في المقابل، يعيش إنتر ميامي فترة ذهبية، حيث أنهى الموسم ثالثاً في الشرق، ويقوده ميسي الذي يتربع على عرش هدافي الدوري برصيد 29 هدفاً، أضاف إليها 6 أهداف حاسمة في الأدوار الإقصائية، مدعوماً بتألق مواطنه تاديو أليندي.
الجدير بالذكر أن كلا الناديين يبحثان عن كتابة التاريخ، حيث لم يسبق لأي منهما بلوغ نهائي البطولة أو التتويج بها، مما يجعل الدوافع متساوية لخلافة لوس أنجليس غالاكسي، بطل النسخة الماضية، في ليلة ستكون بلا شك علامة فارقة في تاريخ الدوري الأمريكي.
