تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية غدًا إلى استاد البيت المونديالي في مدينة الخور، حيث يستضيف مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين المنتخب القطري (المستضيف) ونظيره التونسي، في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، حيث يبحث كلا الطرفين عن بصيص أمل لخطف بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب.
وتكتسب هذه المباراة أهمية قصوى نظرًا للوضع المعقد الذي يعيشه المنتخبان في المجموعة، حيث اكتفى كل منهما بنقطة يتيمة وضعتهم في المركزين الثالث والرابع. وجاء هذا الموقف المتأزم بعد تعادل مخيب للآمال في الجولة الثانية أمام سوريا وفلسطين بنتيجة 1-1 و2-2 على التوالي، سبقته خسارة مفاجئة في الجولة الافتتاحية أمام نفس المنتخبين بهدف نظيف، مما جعل الجولة الختامية بمثابة طوق نجاة وحيد.
سيناريوهات التأهل المعقدة
ويدخل المنتخب القطري اللقاء وعينه على النقاط الثلاث ولا شيء سواها، لكن مصيره لم يعد بيده بالكامل؛ إذ يحتاج “العنابي” إلى الفوز بالتزامن مع خسارة المنتخب السوري لضمان الوصول للنقطة الرابعة والتأهل. وتجدر الإشارة إلى أن خسارة المنتخب الفلسطيني لن تكون كافية لقطر في حال تساوي النقاط، نظرًا لتفوق الفدائي في المواجهات المباشرة، وذلك وفقًا للتعديلات الجديدة التي أدخلها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على نظام التأهل في نسخة 2025، والتي تعتمد المواجهات المباشرة معيارًا أولًا بدلًا من فارق الأهداف الذي كان متبعًا في نسخة 2021.
على الجانب الآخر، تبدو حسابات “نسور قرطاج” مغايرة تمامًا ومعقدة بنفس القدر، حيث يحتاج المنتخب التونسي للفوز على صاحب الأرض، شريطة أن يفوز المنتخب السوري في مباراته الأخرى، وذلك لأن خسارة سوريا لن تخدم تونس بسبب تفوق “نسور قاسيون” في المواجهات المباشرة.
أجواء مشحونة وتصريحات نارية
وتخيم حالة من التوتر على المعسكر القطري، حيث صب المدرب الإسباني جولن لوبيتيغي جام غضبه على تقنية التحكيم، مُحملًا حكم الفيديو المساعد (VAR) مسؤولية التعادل الأخير أمام سوريا. وقال لوبيتيغي في تصريحات صحفية: “لا يمكن أن أفهم كيف تم تغيير قرار ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم بعد العودة إلى الفار.. الأمور إما أسود أو أبيض، لكن قرارًا كهذا لم يكن مفهومًا بالمرة”. وكانت التقنية قد ألغت ركلة جزاء لهمام الأمين كانت كفيلة بتعزيز تقدم قطر، قبل أن يتلقى الفريق هدفًا قاتلًا في الدقيقة الأخيرة.
ولم يسلم لوبيتيغي من سهام النقد الجماهيري والإعلامي، خاصة بعد قراراته الفنية بسحب النجمين أكرم عفيف وإدميلسون جونيور في الدقائق العشر الأخيرة، وهو ما اعتبره محللون ولاعبون سابقون سببًا مباشرًا في تراجع الأداء وقبول هدف التعادل.
في المقابل، اعترف سامي الطرابلسي، مدرب المنتخب التونسي، بالمسؤولية عن التعادل الدراماتيكي أمام فلسطين بعد التقدم بهدفين، مرجعًا ذلك إلى “أخطاء دفاعية ساذجة في التمركز”. وصرح الطرابلسي قائلًا: “التعادل كان بطعم الهزيمة، ورغم ذلك ما زلنا نملك بصيص أمل”. وأكد أن توليه المهمة في هذا التوقيت كان واجبًا وطنيًا وإجباريًا وليس خيارًا، مشددًا على تحليه بالمسؤولية في هذه الظروف الصعبة.
تعد هذه المباراة مفترق طرق حقيقي لكلا المنتخبين، فالخروج المبكر من الدور الأول سيمثل صدمة كبيرة للجماهير القطرية المستضيفة، وكذلك للجماهير التونسية التي تعول دائمًا على منتخبها للمنافسة على الألقاب العربية والقارية.