فلسطين وسوريا.. ديربي الشام يحسم التأهل في كأس العرب

تتجه أنظار عشاق الكرة العربية، وتحديداً في منطقة بلاد الشام، صوب استاد المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يلتقي المنتخبان الشقيقان فلسطين وسوريا يوم الأحد، في مواجهة مصيرية ضمن الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة الأولى من بطولة كأس العرب لكرة القدم. وتكتسب هذه المباراة أهمية استثنائية كون نتيجة التعادل ستكون كافية لضمان تأهل الفريقين سوياً إلى الدور ربع النهائي، في سيناريو مثالي يخدم طموحات الطرفين.

طموح فلسطيني لكتابة التاريخ

يدخل المنتخب الفلسطيني، الملقب بـ "الفدائي"، هذه المواجهة وفي جعبته 4 نقاط، متطلعاً لتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق. فعلى مدار خمس مشاركات سابقة في البطولة التي انطلقت نسختها الأولى عام 1963 في بيروت، لم ينجح المنتخب الفلسطيني في تجاوز عتبة الدور الأول. إلا أن النسخة الحالية تشهد توهجاً لافتاً لأبناء المدرب إيهاب أبو جزر، الذي تولى المهمة في أواخر عام 2024.

وقد قدم "الفدائي" مستويات فنية وتكتيكية مبهرة في الجولتين السابقتين؛ حيث حقق فوزاً درامياً على المنتخب القطري المستضيف بهدف في اللحظات الأخيرة، ثم عاد من بعيد في مباراة ملحمية أمام تونس ليخطف تعادلاً مثيراً (2-2) بعد تأخره بهدفين، مما يعكس الروح القتالية العالية واللياقة البدنية الممتازة التي زرعها الجهاز الفني في اللاعبين.

نسور قاسيون وخبرة السنين

في المقابل، يدخل المنتخب السوري اللقاء بنفس الرصيد (4 نقاط)، متسلحاً بتاريخ عريق في البطولة، حيث سبق لـ "نسور قاسيون" أن حلوا في مركز الوصافة ثلاث مرات (1963، 1966، 1988). ويقود الفريق المدرب الإسباني خوسيه لانا، الذي يعول بشكل كبير على خبرة نجمه المتألق عمر خريبين (31 عاماً). وقد أثبت خريبين علو كعبه بتسجيله هدفاً رائعاً من ركلة حرة أمام تونس، وهدفاً حاسماً آخر في شباك قطر، ليؤكد أنه الورقة الرابحة في التشكيلة السورية.

ديربي الشام.. حسابات التأهل والروح المعنوية

تكتسب المباراة طابع "ديربي الشام"، مما يضيف إليها بعداً تنافسياً وجماهيرياً خاصاً. وتعيش البعثة السورية حالة معنوية مرتفعة، خاصة بعد استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع لأفراد المنتخب في الدوحة، مما يعطي دافعاً إضافياً للاعبين لاستكمال المشوار.

وفي تصريحات صحفية، أكد إيهاب أبو جزر، مدرب فلسطين، أن الطموحات تكبر تدريجياً، مشدداً على أن التركيز منصب بالكامل على مواجهة سوريا. بينما صرح عمر خريبين بأن الفريق لم يحقق شيئاً بعد، وأن التركيز يجب أن يكون في أعلى مستوياته لضمان بطاقة العبور. ورغم أن التعادل يخدم الطرفين، إلا أن كلا المدربين أكدا على الرغبة في تقديم أداء يليق بسمعة الكرة في البلدين، مما يعد بمباراة تكتيكية عالية المستوى على أحد ملاعب المونديال.