اختتم المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، يوم الجمعة، أعمال النسخة الأولى من منتدى القطاع غير الربحي الدولي (Beyond Profit)، الذي أقيم في العاصمة الرياض تحت رعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي. وقد شهد المنتدى حضوراً لافتاً تجاوز 3,800 مشارك، يمثلون نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات المانحة.
سياق استراتيجي ورؤية طموحة
لا يعد هذا المنتدى حدثاً عابراً، بل يأتي كجزء من حراك استراتيجي شامل تشهده المملكة العربية السعودية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030. وتهدف الرؤية إلى تمكين القطاع غير الربحي ليكون ركيزة أساسية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع السعي لرفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5%، والوصول إلى مليون متطوع بحلول عام 2030. ويعكس تنظيم هذا الحدث الدولي التزام المملكة بتحويل القطاع من الرعوية إلى التنموية، وتعزيز مفاهيم الاستدامة والأثر الاجتماعي.
شراكات واتفاقيات لتعزيز البنية المؤسسية
شهدت أروقة المنتدى حراكاً عملياً مكثفاً، حيث تم توقيع أكثر من 43 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون. ركزت هذه الشراكات على مجالات حيوية تشمل التطوير المؤسسي، التحول الرقمي، إدارة البيانات، والبحث العلمي. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى رفع جاهزية المنظمات غير الربحية وتمكينها من تبني أفضل الممارسات العالمية، مما يعزز من كفاءتها التشغيلية وقدرتها على تحقيق أثر ملموس في المجتمع.
مبادرات نوعية واستثمار اجتماعي
وفي خطوة لتعزيز بيئة العمل في القطاع، أعلن المركز عن إطلاق مبادرتين رئيسيتين: مبادرة تأمين القطاع غير الربحي (وسق)، ومبادرة جوائز البحث في القطاع غير الربحي. تهدف هذه المبادرات إلى توفير الأمان الوظيفي للعاملين، وتحفيز الابتكار المعرفي. كما أصدر المركز 29 شهادة استثمار اجتماعي، تفعيلاً للقواعد التي أُعلنت في أغسطس الماضي، مما يسهم في تنظيم هذا النوع من الاستثمار ورفع ثقة المستثمرين والمانחים في المنشآت الحاصلة على الشهادة.
الاحتفاء بالتطوع وتكريم الرواد
تزامن ختام المنتدى مع اليوم العالمي للتطوع (5 ديسمبر)، مما أضفى طابعاً خاصاً على الفعاليات. وقد تم تدشين شبكة تطوع الشركات وتأسيس إدارات التطوع في القطاع الخاص لتعزيز المسؤولية الاجتماعية. وتوجت الفعاليات بحفل الجائزة الوطنية للعمل التطوعي، حيث تم تكريم 37 فائزاً في مسارات متنوعة شملت الأفراد، الجهات، والمبادرات، مما يرسخ ثقافة العطاء ويبرز النماذج الملهمة في المجتمع السعودي.
منصة عالمية للابتكار
أكد الرئيس التنفيذي للمركز، أحمد بن علي السويلم، أن المنتدى نجح في أن يكون منصة عالمية تعيد تصور دور القطاع غير الربحي كمحرك للتقدم الإنساني. وأشار إلى أن المناقشات التي دارت عبر أكثر من 30 جلسة حوارية و25 ورشة عمل، بمشاركة 100 متحدث، ركزت على تطوير الحوكمة وبناء الشراكات، مما يعزز مكانة الرياض كمركز دولي للابتكار والتأثير الاجتماعي المستدام.