أسفرت قرعة كأس العالم 2026، التي أقيمت مراسمها يوم الجمعة في الولايات المتحدة الأمريكية، عن وضع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في اختبار قوي ضمن منافسات المجموعة الثامنة. وتضم المجموعة إلى جانب "الأخضر" منتخبات عالمية وازنة تتمثل في إسبانيا وأوروغواي، بالإضافة إلى منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي). ومن المقرر أن تقام هذه النسخة الاستثنائية من المونديال بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، في الفترة الممتدة من 11 يونيو وحتى 19 يوليو 2026.
سياق البطولة وأهمية المشاركة السعودية
تكتسب مشاركة المنتخب السعودي في هذه النسخة أهمية خاصة، حيث تأتي البطولة بنظامها الجديد والموسع، مما يرفع من حدة المنافسة. ويسعى "الصقور الخضر" لتأكيد تطور الكرة السعودية والمضي قدماً نحو أدوار متقدمة، مستلهمين الروح القتالية التي ظهروا بها في مونديال قطر 2022 والفوز التاريخي على الأرجنتين. وجود المنتخب في مجموعة تضم بطلين سابقين لكأس العالم (إسبانيا وأوروغواي) يضع الكرة السعودية أمام تحدٍ حقيقي لإثبات جدارتها على الساحة الدولية ومقارعة الكبار.
تاريخ مواجهات الأخضر مع الماتادور الإسباني
بالعودة إلى السجلات التاريخية، نجد أن المنتخب السعودي يمتلك تاريخاً من المواجهات أمام المنتخب الإسباني، حيث التقى الطرفان في ثلاث مناسبات سابقة. كانت المواجهة الرسمية الوحيدة والأولى في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، وانتهت حينها بخسارة الأخضر بهدف دون رد. وعلى الصعيد الودي، التقى المنتخبان مرتين؛ الأولى في عام 2010 وانتهت بفوز إسبانيا بنتيجة 3-2 في مباراة قدم فيها الأخضر أداءً لافتاً، والثانية في عام 2012 وانتهت بخسارة ثقيلة للمنتخب السعودي قوامها خمسة أهداف نظيفة.
السجل التاريخي أمام أوروغواي: ندية وانتصار
أما في مواجهة منتخب أوروغواي "السيليستي"، فإن الأرقام تبدو أكثر توازناً وإثارة. التقى المنتخبان في ثلاث مناسبات أيضاً، بدأت بمواجهة ودية دولية عام 2002، نجح فيها الأخضر في تحقيق انتصار معنوي هام بنتيجة 3-2. وتجدد اللقاء ودياً في عام 2014، حيث فرض المنتخب السعودي التعادل الإيجابي بهدف لمثله. إلا أن المواجهة الثالثة والأهم كانت في الإطار الرسمي ضمن دور المجموعات في كأس العالم 2018 بروسيا، وحينها خسر المنتخب السعودي بصعوبة بهدف وحيد، مما يعكس قدرة اللاعب السعودي على مجاراة المدرسة اللاتينية القوية.
الرأس الأخضر: الغموض والمواجهة الأولى
على الجانب الآخر، يمثل منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) العنصر الغامض في هذه المجموعة بالنسبة للمنتخب السعودي. تاريخياً، لم يسبق للأخضر أن واجه هذا المنتخب الأفريقي المتطور سواء على المستوى الرسمي أو الودي الدولي. وتعد هذه المواجهة الأولى من نوعها سلاحاً ذو حدين؛ فمن جهة يغيب التاريخ المشترك الذي يمكن البناء عليه، ومن جهة أخرى تتطلب المباراة حذراً شديداً واحتراماً للمنافس الذي يمثل الكرة الأفريقية الحديثة التي تعتمد على القوة البدنية والمهارة الفردية، مما يفرض على الجهاز الفني للمنتخب السعودي دراسة الخصم بدقة عالية قبل انطلاق البطولة.