أسفرت قرعة كأس العالم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، عن مواجهات متباينة للمنتخبات العربية الستة المشاركة، تراوحت بين صدامات نارية مع عمالقة الكرة العالمية ومجموعات متوازنة تفتح باب الأمل للتأهل. وتكتسب هذه النسخة أهمية تاريخية استثنائية، كونها الأولى التي تشهد مشاركة 48 منتخبًا بدلاً من 32، مما يرفع سقف الطموحات العربية لتكرار إنجازات مونديال قطر 2022.
حقبة جديدة وتحديات عالمية
يأتي هذا المونديال في سياق تحول كبير في كرة القدم العالمية، حيث يتيح النظام الجديد فرصًا أكبر للمنتخبات العربية والأفريقية والآسيوية للظهور على المسرح العالمي. وبعد الأداء المشرف للمنتخبات العربية في النسخة الماضية، وتحديدًا الإنجاز التاريخي للمغرب بوصوله للمربع الذهبي، وفوز السعودية التاريخي على الأرجنتين، تتجه الأنظار صوب العرب لتقديم مستويات تثبت تطور الكرة في المنطقة.
تحليل مجموعات المنتخبات العربية
المغرب: أسود الأطلس في مواجهة السامبا
وضعت القرعة المنتخب المغربي في المجموعة الثالثة في اختبار حقيقي لقدراته، حيث يصطدم بالمنتخب البرازيلي العريق. ورغم صعوبة المواجهة، إلا أن رفاق حكيمي وزياش يمتلكون الخبرة الدولية اللازمة لمقارعة الكبار. وجود اسكتلندا يفرض تحديًا بدنيًا، بينما تبدو المباراة أمام هايتي فرصة لجمع النقاط. التأهل يبدو في المتناول، لكن صدارة المجموعة تتطلب ملحمة كروية أمام البرازيل.
السعودية: الأخضر في مجموعة الموت
في المجموعة الثامنة، يجد المنتخب السعودي نفسه أمام مهمة شاقة بمواجهة إسبانيا وأوروغواي. هذا السيناريو يعيد للأذهان التحديات الكبرى، لكن الأخضر السعودي أثبت سابقًا أنه لا يهاب الأسماء الرنانة. المباراة المفتاحية ستكون أمام الرأس الأخضر لضمان ثلاث نقاط، ثم القتال لخطف بطاقة التأهل من بين أنياب الماتادور الإسباني والسيليستي الأوروغوياني.
مصر: الفراعنة وطريق العودة
ابتسمت القرعة نسبيًا للمنتخب المصري في المجموعة السابعة، حيث يواجه بلجيكا وإيران ونيوزيلندا. ورغم قوة بلجيكا، إلا أن تراجع معدل أعمار جيلها الذهبي قد يصب في مصلحة الفراعنة. المواجهة مع إيران ستكون تكتيكية بامتياز، بينما الفوز على نيوزيلندا يعد مطلبًا أساسيًا لضمان العبور للدور الثاني.
تونس: نسور قرطاج بين الطواحين والساموراي
مهمة صعبة تنتظر تونس في المجموعة السادسة أمام هولندا واليابان. السرعة اليابانية والتنظيم الهولندي يتطلبان من نسور قرطاج تحضيرًا بدنيًا وتكتيكيًا عاليًا. المباراة ضد المتأهل من الملحق الأوروبي ستكون حاسمة في تحديد مصير المنتخب التونسي.
الجزائر والأردن: ديربي عربي بنكهة عالمية
شهدت المجموعة العاشرة مفارقة مثيرة بجمع الجزائر والأردن في مجموعة واحدة رفقة الأرجنتين (بطل العالم) والنمسا. يمثل هذا ديربي عربيًا نادرًا في المونديال، حيث يسعى “النشامى” لترك بصمة في ظهورهم العالمي، بينما يطمح “محاربو الصحراء” لاستعادة أمجادهم المونديالية. مواجهة الأرجنتين ستكون احتفالية كروية صعبة، ما يجعل الصراع على البطاقة الثانية مشتعلاً بين العرب والنمسا.
العراق: انتظار الملحق
في حال نجاح أسود الرافدين في عبور الملحق، فإنهم سيواجهون تحديًا هائلاً في المجموعة التاسعة أمام فرنسا والسنغال والنرويج، وهي مجموعة تتطلب جاهزية قصوى لمواجهة نجوم من العيار الثقيل.