أعرب طارق السكتيوي، المدير الفني للمنتخب المغربي، عن رضاه النسبي عن الأداء الذي قدمه "أسود الأطلس" خلال مواجهة المنتخب العماني، والتي انتهت بالتعادل في قمة كروية احتضنها ملعب لوسيل المونديالي، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العرب 2025.
تصريحات السكتيوي والواقعية التكتيكية
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، قدم السكتيوي تحليلاً فنياً لمجريات اللقاء، مؤكداً أن المنتخب المغربي واجه خصماً عنيداً ومنظماً. وقال السكتيوي: "قدمنا مباراة جيدة على المستوى الفني والبدني أمام منتخب عمان الذي يمتلك عناصر مميزة في مختلف الخطوط، وقادر على خلق المشاكل لأي منافس".
وأشار المدرب المغربي إلى نقطة تحول رئيسية في المباراة تمثلت في حالة الطرد التي تعرض لها فريقه، موضحاً: "لعبنا أمام فريق منضبط تكتيكياً بشكل كبير، وحالة الطرد منحت المنتخب العماني فرصة للضغط علينا ومحاولة استغلال النقص العددي، لكننا تعاملنا بواقعية كبيرة مع مجريات المباراة وحافظنا على تماسكنا الدفاعي للخروج بنتيجة إيجابية تخدم مصالحنا في المجموعة".
حسابات التأهل وصدارة المجموعة
وبهذا التعادل، واصل المنتخب المغربي تعزيز موقعه في صدارة المجموعة، حيث ارتفع رصيد "أسود الأطلس" إلى النقطة الرابعة، مما يجعله قريباً من حسم بطاقة العبور إلى الدور القادم. وأكد السكتيوي في حديثه أن الفرصة لا تزال قائمة وبقوة لحسم التأهل في الجولة الأخيرة، مشدداً على ضرورة التركيز في المباراة القادمة لضمان الصدارة.
في المقابل، حصد المنتخب العماني نقطته الأولى في البطولة ليحتل المركز الثالث، مما يبقي على آماله الحسابية في التأهل، وإن كانت المهمة تتطلب جهداً مضاعفاً في الجولة الختامية وانتظار بقية النتائج.
أهمية كأس العرب والسياق الإقليمي
تكتسب بطولة كأس العرب أهمية متزايدة في الأجندة الكروية الإقليمية، حيث تعد فرصة مثالية للمنتخبات العربية لاختبار جاهزيتها وتجربة عناصر جديدة في أجواء تنافسية عالية المستوى. ويخوض المنتخب المغربي هذه البطولة وهو يحمل إرثاً كروياً ثقيلاً بعد الإنجازات العالمية الأخيرة للكرة المغربية، مما يضع على عاتق السكتيوي ولاعبيه مسؤولية الظهور بمظهر يليق بسمعة "رابع العالم".
ويعتبر اللعب على ملاعب عالمية مثل "لوسيل" فرصة للاعبين المحليين والمحترفين في الدوريات العربية للاحتكاك بمدارس كروية مختلفة، حيث أظهر المنتخب العماني تطوراً ملحوظاً في الانضباط التكتيكي، وهو ما يعكس تطور الكرة الخليجية والآسيوية بشكل عام في السنوات الأخيرة.