تتجه أنظار عشاق الكرة العربية غداً إلى ملعب خليفة الدولي، حيث يخوض المنتخب العراقي مواجهة مفصلية أمام نظيره السوداني ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الرابعة في بطولة كأس العرب. ويدخل "أسود الرافدين" اللقاء بطموح تحقيق الفوز الثاني توالياً، وهو ما سيضمن لهم حسم البطاقة الأولى المؤهلة إلى الدور ربع النهائي بشكل مبكر، وتجنب حسابات الجولة الأخيرة المعقدة.
ويكتسب هذا اللقاء أهمية خاصة بالنظر إلى التاريخ العريق للمنتخب العراقي في هذه البطولة، حيث يُعد العراق المنتخب الأكثر تتويجاً بلقب كأس العرب برصيد 4 ألقاب (1964، 1966، 1985، 1988). وتأتي هذه النسخة كفرصة ذهبية لاستعادة الأمجاد العربية وتأكيد الزعامة الإقليمية، خاصة وأن البطولة باتت تشكل محطة إعدادية حاسمة للاستحقاقات الدولية القادمة، وعلى رأسها التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا.
على الصعيد الفني، يسعى الجهاز الفني للمنتخب العراقي لاستثمار الروح المعنوية العالية التي اكتسبها الفريق عقب الفوز الثمين على البحرين في الجولة الافتتاحية. وقد أتاحت تلك المباراة الفرصة لبروز أسماء شابة أثبتت جدارتها بتمثيل المنتخب، حيث ظهر اللاعب زيد إسماعيل بمستوى لافت وانضباط تكتيكي عالٍ في أول ظهور دولي له، إلى جانب تألق كل من مصطفى سعدون، كرار نبيل، أحمد يحيى، وحسن عبد الكريم، مما خلق منافسة شرسة مع اللاعبين المحترفين الغائبين.
وفيما يخص التشكيلة المتوقعة، يعمل الكادر التدريبي على تجهيز البديل المناسب للمهاجم الهداف أيمن حسين الذي تحوم الشكوك حول جاهزيته البدنية للمشاركة أساسياً أمام السودان. وتشير التوقعات إلى الاعتماد بشكل رئيسي على المهاجم مهند علي (ميمي) لقيادة خط الهجوم، مع احتمالية الدفع بأوراق هجومية أخرى مثل عمار محسن أو محمد جواد لتعزيز القدرة التهديفية.
في المقابل، يدخل المنتخب السوداني المباراة تحت ضغط الحاجة إلى النقاط، بعد تعادله السلبي مع الجزائر في الجولة الأولى. ويأمل "صقور الجديان" في تقديم أداء قوي يعوض النتيجة السابقة ويحسن موقعهم في جدول الترتيب قبل الاصطدام بالبحرين في الجولة الختامية.
وفي المباراة الثانية ضمن نفس المجموعة، تواجه الجزائر (حاملة اللقب) اختباراً صعباً أمام المنتخب البحريني الجريح. ولم يظهر "محاربو الصحراء" بالمستوى المتوقع في مباراتهم الأولى، وعانوا من النقص العددي بعد طرد آدم وناس، مما يضعهم أمام حتمية الفوز للحفاظ على هيبة البطل وتفادي فقدان اللقب مبكراً.
من جانبه، يتمسك المنتخب البحريني بآماله في المنافسة رغم الخسارة الأولى، حيث أكد مدربه الكرواتي دراغان تالاييتش أن تعادل المنافسين صب في مصلحة فريقه وأبقى الحظوظ قائمة. ومع ذلك، يواجه تالاييتش تحديات كبيرة تتمثل في غياب حارس المرمى إبراهيم لطف الله بسبب إصابة في الركبة ستبعده عن البطولة، بالإضافة إلى غياب لاعب الوسط إبراهيم الختال بداعي الإيقاف.
