أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بمعهد الأئمة والخطباء، برنامجاً توعوياً استراتيجياً يستهدف منسوبي المساجد في منطقة "الشريط الحدودي" بمنطقة جازان. يأتي هذا الحراك في إطار جهود الوزارة المستمرة لتحصين المجتمع فكرياً، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء، وتفعيل دور المنابر في التصدي للأفكار الدخيلة وآفة المخدرات، بما يضمن استقرار النسيج الاجتماعي في هذه المناطق الحيوية التي تمثل درعاً حصيناً للوطن.
انطلاقة نوعية في فيفا والداير
دشّن المعهد فعاليات البرنامج في قاعة التدريب بمركز التنمية الاجتماعية بمحافظة فيفا، وكذلك في مدرسة ثانوية آل علي بمحافظة الداير. واستهدف البرنامج بشكل مباشر الأئمة والخطباء والمؤذنين، انطلاقاً من كونهم يمثلون خط الدفاع الأول في توجيه المجتمع وحماية قيمه. ويأتي اختيار هذه المحافظات الحدودية تأكيداً على الأهمية الاستراتيجية لتعزيز الوعي الديني والوطني لدى سكان المناطق المتاخمة للحدود، حيث يتطلب الوضع عناية خاصة لضمان سلامة الفكر واستقرار المجتمع.
ترسيخ العقيدة والأمن الفكري
تناول نخبة من المختصين والدعاة خلال البرنامج محاور جوهرية ركزت في المقام الأول على ترسيخ العقيدة الصحيحة وتعزيز منهج الوسطية والاعتدال. وتعد هذه القيم الركيزة الأساسية التي تنطلق منها المملكة في رؤيتها لتعزيز اللحمة الوطنية وضمان وحدة الصف خلف القيادة الرشيدة. وسلط البرنامج الضوء على الدور المحوري لمنسوبي المساجد في كشف مخاطر الانحرافات الفكرية، وتعرية الجماعات الحزبية المتطرفة، مؤكداً أن استقرار المجتمعات يبدأ من وعي أفرادها والتفافهم حول ولاة أمرهم ونبذ كل ما يفرق الكلمة.
المسجد كخط دفاع ضد المخدرات
لم يغفل البرنامج الجانب الاجتماعي والأمني الملح، حيث خصص مساحة واسعة للتوعية بخطر المخدرات وتأثيراتها المدمرة على الفرد والأسرة. وتم تحميل الأئمة والخطباء مسؤولية إيضاح هذه الآفات عبر المنابر، باعتبار أن محاربة المخدرات واجب ديني ووطني. ويسعى البرنامج إلى تفعيل رسالة المسجد الشاملة في حماية الأمن المجتمعي، ومساندة جهود الدولة الأمنية في الحرب على المخدرات من خلال التوعية الوقائية التي تستهدف الشباب بشكل خاص.
متابعة وزارية لتعزيز الانتماء
يحظى هذا الحراك الدعوي بمتابعة مباشرة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، الذي يشدد دائماً على ضرورة تمكين منسوبي المساجد من أدوات التأثير الإيجابي ليكونوا حصناً منيعاً ضد الأفكار الهدامة والسلوكيات الخاطئة. واختتم البرنامج بالتأكيد على أن مهمة المسجد لا تتوقف عند إقامة الشعائر، بل تمتد لتشمل بناء الوعي وتحسين السلوك المجتمعي، بما يتماشى مع المستهدفات العامة للوزارة في تعزيز الأمن الفكري والوطني في كافة مناطق المملكة، ولا سيما المناطق الحدودية التي تتطلب يقظة دائمة وجهوداً متكاتفة.