تتجه أنظار عشاق الكرة العربية مساء يوم غد السبت صوب ملعب المباراة المرتقبة التي تجمع بين منتخبي الإمارات ومصر، في مواجهة توصف بأنها “مفترق طرق” للمنتخب الإماراتي ضمن منافسات كأس العرب 2025. ويدخل “الأبيض” هذا اللقاء بطموح وحيد يتمثل في إحياء حظوظه بالتأهل إلى الدور ربع النهائي، وتجنب سيناريو الخروج المبكر من دور المجموعات في حال تلقيه الهزيمة الثانية على التوالي.
وكان المنتخب الإماراتي قد استهل مشواره في البطولة بأداء رجولي رغم الخسارة أمام الأردن، حيث اضطر للعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 20 عقب طرد المدافع خالد الظنحاني، وهو الطرد الذي تسبب في ركلة الجزاء التي جاء منها هدف التقدم للنشامى. ورغم النقص العددي، أظهر اللاعبون تماسكاً كبيراً، إلا أن النتيجة النهائية وضعت الفريق تحت ضغط كبير قبل مواجهة “الفراعنة”.
وفي تعليقه على الموقف الصعب، صرح الروماني كوزمين أولاريو، مدرب الإمارات، بواقعية قائلاً: “لا يمكننا التذمر والتحدث حول ما قدمه المنتخب أمام الأردن، قدّم اللاعبون أفضل ما لديهم، لقد حاولنا ولكن أحياناً تكون الأمور ضدنا”. وأضاف مشدداً على صعوبة المهمة المقبلة: “علينا ركل الكرة من جديد والنظر إلى الأمام، المباراة أمام مصر ستكون صعبة للغاية، لأننا سنلعب أمام أفضل منتخب في البطولة حتى الآن من حيث الأداء والتنظيم”.
وتكتسب هذه المباراة أهمية خاصة تتجاوز حدود البطولة الحالية، حيث يعتبر المنتخب المصري أحد أقطاب الكرة العربية والأفريقية، ودائماً ما تتسم مواجهات الإمارات ومصر بالندية والإثارة نظراً للتاريخ الطويل والعلاقات الأخوية التي تجمع البلدين. وتعد مواجهة المنتخبات الكبرى مثل مصر اختباراً حقيقياً لقدرات “الأبيض” في المناسبات الكبرى، وفرصة لاستعادة ثقة الجماهير التي تطمح لرؤية منتخبها ينافس بقوة على الألقاب الإقليمية.
ويواجه المدرب كوزمين ضغوطاً متزايدة من الشارع الرياضي الإماراتي، حيث خف وهج الدعم الذي تلقاه عند تعيينه في أبريل الماضي خلفاً للبرتغالي باولو بينتو. وتشير الإحصائيات إلى معاناة فنية، إذ لم يحقق المنتخب تحت قيادته خلال 7 مباريات رسمية سوى فوز يتيم، مقابل 3 هزائم و3 تعادلات، مما يجعل مباراة مصر بمثابة طوق نجاة للجهاز الفني.
من جانبه، رفض لاعب الوسط نيكولاس خيمينيس إلقاء اللوم على الظروف، معترفاً بأن “اللاعبين هم من يتحملون المسؤولية، وليس أي شخص آخر”. وأضاف بنبرة تحدٍ: “في مثل هذه المباريات والبطولات الكبرى لا تستطيع فقدان التركيز ولو لدقيقة واحدة أو ترتكب أخطاء ساذجة لأنك ستعاقب فوراً، نحن هنا لا نلعب في الدوري المحلي بل في محفل دولي كبير وأمام منتخبات قوية تعاقبك بسرعة”.
واختتم خيمينيس حديثه بالتأكيد على أن الأمل لا يزال موجوداً، قائلاً: “لا بدّ من تقديم الأفضل في المستقبل، لدينا الآن مباراتان ولا بدّ من حصد 6 نقاط، وسنقاتل من أجل ذلك”. وتبقى هذه المواجهة اختباراً حاسماً للشخصية الكروية للمنتخب الإماراتي وقدرته على العودة من بعيد أمام خصم متمرس بحجم المنتخب المصري.