أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين عن اكتمال استعداداتها لاستقبال جموع المصلين والزوار في المسجد النبوي الشريف لهذا اليوم الجمعة، وذلك من خلال تفعيل منظومة خدمات متكاملة تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لقاصدي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتأتي هذه الاستعدادات في إطار الخطة التشغيلية المستمرة التي توليها المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً لخدمة الحرمين الشريفين.
تجهيزات ميدانية وخدمية مكثفة
وقد كثفت الفرق الميدانية جهودها منذ الساعات الأولى لتهيئة كافة أرجاء المسجد النبوي، بدءاً من الساحات الخارجية وصولاً إلى الروضة الشريفة والتوسعات المختلفة. وشملت الأعمال غسيل وتعقيم الأرضيات، وتطيب السجاد بأجود أنواع البخور والطيوب، لضمان بيئة صحية وروحانية تليق بمكانة المكان وقدسية الزمان. كما أشرفت الفرق الهندسية والفنية على جاهزية أنظمة التكييف المتطورة التي تعمل بكفاءة عالية لتلطيف الأجواء، بالإضافة إلى التأكد من عمل منظومة الإنارة والصوتيات لضمان وصول الخطبة والصلاة إلى كافة أرجاء المسجد وساحاته بوضوح تام.
إدارة الحشود وتسهيل الحركة
وفي سياق تنظيم الحشود، وضعت الهيئة خططاً محكمة لإدارة تدفق المصلين عبر الممرات الرئيسية والفرعية، لضمان انسيابية الحركة ومنع التكدس عند البوابات. وقد تم تخصيص مسارات محددة لدخول وخروج المصلين، مع مراعاة توزيع الكثافات البشرية بشكل متوازن بين داخل المسجد والساحات والسطح. وتولي الهيئة اهتماماً خاصاً بالفئات الأولى بالرعاية، حيث تم تجهيز مسارات وعربات مخصصة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، لتمكينهم من أداء عباداتهم بيسر وسهولة دون مشقة.
المكانة الروحية والرعاية المستمرة
ويكتسب يوم الجمعة أهمية خاصة في قلوب المسلمين، حيث يتوافد الآلاف من داخل المملكة وخارجها للصلاة في المسجد النبوي، الذي يعد ثاني أقدس موقع في الإسلام بعد المسجد الحرام. وتأتي هذه العناية الفائقة امتداداً لجهود المملكة التاريخية في عمارة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وهو ما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تضع خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار على رأس أولوياتها، مسخرةً في سبيل ذلك كافة الإمكانات البشرية والتقنية.
وتحرص الهيئة أيضاً على توفير مياه زمزم المباركة في كافة جنبات المسجد عبر الحافظات الموزعة بعناية والمشارب المخصصة، لضمان سقيا الزوار على مدار الساعة. إن هذه الجهود المتضافرة تعكس التزاماً راسخاً بتقديم أرقى الخدمات لزوار مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ليؤدوا شعائرهم في أجواء مفعمة بالسكينة والخشوع.