أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين عن تحديث شامل لمواعيد وإجراءات زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي الشريف، وذلك في إطار سعيها المستمر لتنظيم تدفق الزوار وضمان أداء العبادات في أجواء مفعمة بالسكينة والروحانية. وتأتي هذه الخطوة استجابة للأعداد المتزايدة من قاصدي المسجد النبوي، وحرصاً على إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين للتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه.
آلية الحجز والدخول إلى الروضة الشريفة
أوضحت الهيئة أن أداء الصلاة في الروضة الشريفة يتطلب إصدار تصريح مسبق عبر منصة "نسك" الإلكترونية، مشيرة إلى أن التصريح يتاح مرة واحدة كل 565 يومًا، وهو إجراء تنظيمي يهدف إلى تحقيق العدالة في الفرص بين ملايين الزوار. كما تتوفر إمكانية الحجز عبر المسار الفوري عند التواجد في محيط المسجد النبوي وفق الإمكانية المتاحة.
وقد تم تخصيص الساحات الجنوبية أمام باب مكة (رقم 37) كنقطة رئيسية لدخول الزوار، حيث تم تجهيز مسارات محددة تضمن انسيابية الحركة وتمنع التكدس، مع توفير تسهيلات خاصة لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك السماح بدخول العربات اليدوية وفق ضوابط محددة.
جدول مواعيد الزيارة للرجال والنساء
حددت الهيئة فترات زمنية دقيقة للفصل بين زيارات الرجال والنساء لضمان الخصوصية والراحة، وجاءت المواعيد اليومية (ما عدا الجمعة) كالتالي:
- للرجال: الفترة الأولى تبدأ من الساعة 2:00 فجرًا وحتى صلاة الفجر، والفترة الثانية من الساعة 11:20 صباحًا وحتى صلاة العشاء.
- للنساء: الفترة الأولى من بعد صلاة الفجر وحتى الساعة 11:00 صباحًا، والفترة الثانية من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة 2:00 فجرًا.
أما فيما يخص يوم الجمعة، فقد طرأت بعض التغييرات لمراعاة صلاة الجمعة، حيث تكون زيارة الرجال من 2:00 فجرًا إلى الفجر، ومن 9:20 صباحًا إلى 11:20 صباحًا، ثم تستأنف بعد الصلاة حتى العشاء. بينما تخصص للنساء الفترات من بعد الفجر حتى 9:00 صباحًا، ومن بعد العشاء حتى 2:00 فجرًا.
الأهمية الدينية والتاريخية للروضة الشريفة
تكتسب الروضة الشريفة مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فهي المكان الواقع بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم (حيث قبره الشريف) ومنبره، وقد ورد في فضلها الحديث النبوي الشريف: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". وتتميز الروضة بفرشها الأخضر المختلف عن باقي سجاد المسجد النبوي الأحمر، وتضم معالم تاريخية هامة مثل المحراب النبوي والأسطوانات التاريخية التي شهدت أحداثاً هامة في العهد النبوي.
التنظيم المؤسسي وأثره على تجربة الزائر
تأتي هذه التنظيمات الدقيقة متناغمة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تيسير استضافة ملايين المعتمرين والزوار سنويًا. ويعد تنظيم الدخول إلى الروضة الشريفة تحدياً لوجستياً كبيراً نظراً لمساحتها المحدودة التي لا تتجاوز 330 متراً مربعاً تقريباً، مقابل الأعداد المليونية الراغبة في زيارتها. لذا، فإن الالتزام بالمواعيد والمسارات المحددة يعد واجباً شرعياً وتنظيمياً يساهم في تمكين الجميع من نيل شرف الزيارة والصلاة دون إلحاق الضرر بالآخرين أو التسبب في التزاحم.