في خطوة تعكس المكانة المتنامية للمملكة العربية السعودية على خارطة التخطيط الحضري العالمي، اختُتمت في العاصمة الرياض أمس، أعمال المجلس العالمي الحادي والستين لمخططي المدن والأقاليم “ISOCARP”، بإعلان هام تمثل في انضمام أمانة منطقة الرياض رسمياً لعضوية المنظمة الدولية، وذلك تتويجاً للجهود الكبيرة التي تقودها الأمانة في تطوير المشهد الحضري للعاصمة.
حدث عالمي في قلب الرياض
شهدت الفعاليات التي نظمتها أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع الجمعية الدولية لمخططي المدن والأقاليم، مشاركة واسعة النطاق تجاوزت 1200 مشارك من الخبراء والمخططين والمهنيين والأكاديميين الذين توافدوا من أكثر من 50 دولة حول العالم. وقد ناقشت الجلسات وورش العمل مستقبل التخطيط الحضري، مستعرضة أبرز التحديات التي تواجه المدن المعاصرة في ظل التحولات المتسارعة.
سياق استراتيجي ورؤية طموحة
يأتي استضافة الرياض لهذا الحدث العالمي وانضمامها للمنظمة في توقيت استراتيجي يتزامن مع الحراك العمراني الضخم الذي تشهده المملكة تحت مظلة “رؤية السعودية 2030”. حيث تسعى الرياض لتكون واحدة من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم، مع التركيز على مشاريع كبرى تستهدف رفع جودة الحياة، مثل “الرياض الخضراء” و”حديقة الملك سلمان”، مما يجعل من التخطيط الحضري السليم ركيزة أساسية لتحقيق هذه المستهدفات.
تحديات وحلول المستقبل
وفي كلمته خلال الحفل الختامي، أكد الوكيل المساعد للتخطيط العمراني في أمانة منطقة الرياض، صالح السيف، أن النقاشات التي دارت على مدار أيام المجلس لم تكن نظرية فحسب، بل لامست الواقع من خلال طرح قضايا حضرية واقتصادية ورقمية ملحة. وأشار السيف إلى أن المحاور شملت:
- تطوير البنى التحتية وقطاع الإسكان والنقل.
- دور البيانات والذكاء الاصطناعي في إدارة المدن.
- التحديات المناخية وجودة الحياة وتطوير الفضاءات العامة.
وأوضح أن مخرجات المجلس ستتحول إلى إرث معرفي يُحفظ إلكترونياً، ليكون مرجعاً للخبراء وصناع القرار، متضمناً سياسات تحديث ومشاريع تنفيذية قابلة للتطبيق.
تمكين الشباب وشراكة مستدامة
من جانبها، أشادت رئيسة المنظمة الدولية لمخططي المدن والأقاليم (ISOCARP)، إليزابيث بيلباير، بالمستوى الاستثنائي للتنظيم والمشاركة، واصفة الحدث بأنه “غير مسبوق”. وسلطت الضوء على مبادرة “YPP – المخطط الشبابي”، التي منحت الجيل الجديد مساحة لطرح رؤاهم المبتكرة، مما يعكس روح الشباب الطموح في المملكة.
وأكدت بيلباير أن انضمام أمانة منطقة الرياض لعضوية المنظمة ليس نهاية المطاف، بل بداية لتعاون مستمر يهدف لتعزيز المخرجات وتحويل الأفكار إلى برامج عملية تخدم الإنسان والمكان.
أثر الانضمام للمنظمة
يُعد انضمام الرياض لمنظمة “ISOCARP”، التي تأسست عام 1965 وتعد من أعرق المنظمات في مجال التخطيط العمراني، اعترافاً دولياً بكفاءة التخطيط السعودي. وسيسهم هذا الانضمام في تبادل الخبرات العالمية، وتطبيق أفضل المعايير الدولية في تخطيط الأحياء والمدن السعودية، بما يضمن خلق بيئات حضرية أكثر إنسانية واستدامة، تواكب تطلعات سكان العاصمة وزوارها.
