في حدث ثقافي وفني استثنائي يُسجل لأول مرة في تاريخ المنطقة، نظَّمت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بالتعاون مع “مجموعة برودواي” العالمية، العرض الافتتاحي للمسرحية الأيقونية “ويكد” (Wicked) على خشبة مسرح مركز الملك فهد الثقافي. وتُعد هذه الخطوة سابقة تاريخية، حيث تحتضن العاصمة السعودية الرياض أول عرض لهذه التحفة الفنية في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس المكانة المتنامية للمملكة كوجهة عالمية للفنون والترفيه.
قصة عالمية وتاريخ عريق
تكتسب مسرحية “ويكد” شهرتها العالمية ليس فقط من ضخامة إنتاجها، بل من قصتها العميقة التي تُعد القصة الخلفية لرواية “ساحر أوز” الشهيرة. تتناول المسرحية حكاية الصداقة غير المتوقعة بين “إلفابا”، الساحرة الشريرة ذات البشرة الخضراء، و”غليندا” الساحرة الطيبة، وكيف شكلت الظروف والقرارات مصائرهما المختلفة. منذ انطلاقها لأول مرة على مسرح برودواي قبل أكثر من عقدين، حصدت المسرحية عشرات الجوائز العالمية، بما في ذلك جوائز “توني” و”غرامي”، وأصبحت واحدة من أطول العروض استمراراً وأكثرها نجاحاً جماهيرياً في تاريخ المسرح الموسيقي، حيث شاهدها الملايين حول العالم.
تفاصيل العرض الافتتاحي في الرياض
شهدت الأمسية الافتتاحية حضوراً لافتاً من كبار الشخصيات والإعلاميين وعشاق المسرح، الذين توافدوا لمتابعة هذا الحدث العالمي. وقد تميز العرض بتقديم تجربة بصرية وسمعية مبهرة، حيث اعتمد الفريق العالمي المشارك على أحدث التقنيات في المؤثرات البصرية والصوتية. وتفاعل الجمهور بشكل ملحوظ مع المشاهد المحورية، وتحديداً الأغنية الشهيرة “Defying Gravity” التي تُعد أيقونة العمل، وصولاً إلى الختام المؤثر الذي ضج بتصفيق الحضور تقديراً للأداء التمثيلي الاحترافي والانسجام العالي بين طاقم العمل.
أبعاد ثقافية واستراتيجية
لا يقتصر عرض “ويكد” في الرياض على كونه حدثاً ترفيهياً فحسب، بل يمثل جزءاً من الحراك الثقافي الواسع الذي تشهده المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030. يهدف استقطاب مثل هذه الأعمال العالمية إلى تعزيز جودة الحياة، وإثراء المشهد الثقافي المحلي، وفتح نوافذ للتواصل الحضاري مع الفنون العالمية العريقة. كما يؤكد اختيار الرياض كأول محطة شرق أوسطية للمسرحية على جاهزية البنية التحتية الثقافية في المملكة، ممثلة في مسارح مجهزة بمواصفات عالمية كمركز الملك فهد الثقافي، لاستضافة أضخم الإنتاجات الدولية.
موعد العروض والتذاكر
تستمر عروض مسرحية “ويكد” في إمتاع الجمهور في الرياض حتى تاريخ 3 يناير 2026م، مما يتيح فرصة واسعة للزوار من داخل المملكة وخارجها لمشاهدة هذا العمل الفني المتكامل. وتأتي هذه العروض ضمن روزنامة فعاليات غنية تهدف إلى جعل الرياض منارة إشعاع ثقافي وفني في المنطقة.