شهد موسم التخفيضات الأخير، وتحديداً خلال أسبوع "الجمعة البيضاء" (Black Friday)، أداءً استثنائياً لمنصة الألعاب الشهيرة بلايستيشن 5 (PlayStation 5) في الأسواق الأوروبية، حيث سجلت إسبانيا أرقاماً قياسية تعكس هيمنة شركة سوني على قطاع الألعاب المنزلي في القارة العجوز.
ووفقاً لأحدث البيانات السوقية، تمكن جهاز بلايستيشن 5 من تحقيق مبيعات ضخمة بلغت 65 ألف وحدة في السوق الإسباني خلال أسبوع واحد فقط. هذا الرقم لا يمثل مجرد نجاح عابر، بل يؤكد تعافي سلسلة التوريد الخاصة بشركة سوني وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد، خاصة بعد سنوات من نقص المخزون الذي عانى منه اللاعبون حول العالم منذ إطلاق الجهاز.
تفوق واضح على المنافسين
تظهر الأرقام فجوة كبيرة بين جهاز سوني وأقرب منافسيه في السوق. ففي الوقت الذي باعت فيه سوني 65 ألف وحدة، حل جهاز نينتندو سويتش (Nintendo Switch) في المركز الثاني بمبيعات بلغت 30 ألف وحدة خلال نفس الفترة. ويُعد هذا الفارق، الذي يتجاوز الضعف، مؤشراً قوياً على توجه اللاعبين نحو أجهزة الجيل الحالي التي تقدم أداءً تقنياً عالياً، رغم الشعبية الجارفة والمستمرة لجهاز نينتندو الهجين.
ومن الجدير بالذكر تصحيح ما يتم تداوله حول "سويتش 2"، حيث أن الجهاز المتوفر حالياً والذي حقق هذه المبيعات هو نينتندو سويتش الحالي (بإصداراته المختلفة مثل OLED)، إذ لم تطلق نينتندو جهازها الجديد رسمياً بعد.
عوامل النجاح واستراتيجية التخفيضات
يُعزى هذا النجاح الكبير لعدة عوامل استراتيجية انتهجتها سوني مؤخراً، أبرزها:
- توفر المخزون: لأول مرة منذ إطلاقه، يتوفر الجهاز بكميات وفيرة في المتاجر، مما سمح للمستهلكين بالشراء الفوري دون انتظار.
- العروض السعرية: قدمت سوني تخفيضات مغرية خلال موسم الجمعة البيضاء، شملت الجهاز نفسه وحزماً تتضمن ألعاباً شهيرة مثل EA Sports FC 24 و Spider-Man 2، مما رفع من قيمة الصفقة في عين المستهلك.
- إطلاق النسخة الجديدة (Slim): ساهم طرح النموذج الجديد الأخف وزناً والأصغر حجماً في تجديد اهتمام المستهلكين بالجهاز.
أهمية السوق الإسباني والأوروبي
تعتبر إسبانيا تاريخياً واحدة من معاقل "بلايستيشن" في أوروبا، حيث تميل كفة المبيعات دائماً لصالح سوني مقارنة بالمنافسين الآخرين مثل إكس بوكس. وتعد هذه الأرقام مؤشراً إيجابياً لشركة سوني التي تسعى لتحقيق هدفها المالي الطموح ببيع 25 مليون وحدة عالمياً خلال السنة المالية الحالية.
هذا الزخم في المبيعات لا يعزز فقط مكانة سوني في السوق، بل يرسل رسائل طمأنة للمستثمرين والمطورين بأن قاعدة اللاعبين تنمو بسرعة، مما يضمن استمرار دعم الجهاز بألعاب حصرية وعناوين ضخمة في المستقبل القريب.
