فجر الإسباني جولين لوبتيغي، المدير الفني للمنتخب القطري، مفاجأة من العيار الثقيل خلال منافسات بطولة كأس العرب 2025، بمطالبته الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالتدخل الفوري للتحقيق في مجريات وأحداث مباراة تونس وفلسطين. جاءت هذه التصريحات النارية عقب تعثر المنتخب القطري في الجولة الثانية من دور المجموعات، في المباراة التي أقيمت على أيقونة الملاعب القطرية، استاد لوسيل المونديالي.
وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب تعادل منتخبه، صرح لوبتيغي بنبرة حادة تعكس حجم الضغوطات الملقاة على عاتق الجهاز الفني، قائلاً: "أتمنى من الفيفا أن ينظر بجدية فيما حدث في مباراة تونس وفلسطين، ويطبق قانون اللعب العادل بصرامة". وتأتي هذه التصريحات لتلقي بظلال من الشك حول نزاهة المنافسة في المجموعة، ملمحاً إلى وجود اتفاق ضمني أو أحداث لا تتماشى مع الروح الرياضية، دون أن يفصح عن تفاصيل دقيقة، مما يضع الكرة في ملعب اللجنة المنظمة والاتحاد الدولي.
موقف العنابي المعقد في المجموعة
وكان المنتخب القطري قد سقط في فخ التعادل الإيجابي بهدف لمثله أمام المنتخب السوري العنيد، في لقاء اتسم بالندية والإثارة ضمن مباريات الجولة الثانية. هذا التعادل وضع "العنابي" في موقف حسابي شائك، حيث بات مصير تأهله ليس بيده فقط. ويحتاج المنتخب القطري الآن للفوز في مباراته النهائية والحاسمة، مع انتظار هدية من المنافسين تتمثل في خسارة فلسطين أو سوريا في الجولة الثالثة، لضمان خطف بطاقة العبور إلى الدور القادم وتجنب الخروج المبكر من البطولة التي تقام على أرضه وبين جماهيره.
أهمية كأس العرب والسياق الدولي
تكتسب بطولة كأس العرب في نسختها لعام 2025 أهمية استراتيجية كبرى، خاصة بعد اعتمادها رسمياً تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ نسخة 2021. وتعتبر هذه البطولة بروفة حقيقية ومقياساً لتطور الكرة العربية، مما يجعل أي شبهة تلاعب أو غياب للعب النظيف أمراً يمس سمعة الكرة في المنطقة. ويحرص الفيفا عادة في مثل هذه البطولات المجمعة على مراقبة المباريات الحاسمة بدقة متناهية لضمان تكافؤ الفرص، خاصة في الجولات التي قد تشهد اتفاقات ضمنية للتعادل أو التلاعب بالنتائج لخدمة مصالح فرق معينة على حساب أخرى.
الضغوط على صاحب الأرض
تأتي تصريحات لوبتيغي في وقت يعاني فيه المنتخب القطري من ضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة، حيث تطالب الجماهير بالحفاظ على الهيبة الكروية للمنتخب الذي حقق إنجازات قارية سابقة. ويرى المحللون أن لجوء المدرب الإسباني للحديث عن "اللعب العادل" قد يكون وسيلة للضغط على الحكام والمنظمين قبل الجولة الحاسمة، أو محاولة لتبرير الموقف الصعب الذي وضع فيه الفريق نفسه بعد التعادل مع سوريا. وتبقى الأنظار معلقة الآن على رد فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وما ستسفر عنه الجولة الأخيرة من إثارة داخل المستطيل الأخضر.