اتفاق سلام تاريخي بين الكونغو ورواندا برعاية ترامب في واشنطن

واشنطن تشهد توقيع اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا برعاية ترامب. تعرف على تفاصيل الاتفاق التاريخي وأهميته لإنهاء النزاع والوصول للمعادن النادرة.
ديسمبر 4, 2025
8 mins read
اتفاق سلام تاريخي بين الكونغو ورواندا برعاية ترامب في واشنطن

في خطوة دبلوماسية بارزة، استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس في العاصمة واشنطن، قمة جمعت بين رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي. وقد توج هذا اللقاء بتوقيع اتفاق سلام يهدف بشكل رئيسي إلى وضع حد للنزاع الدموي المستمر في شرقي الكونغو، بالإضافة إلى فتح آفاق اقتصادية جديدة تتيح للحكومة والشركات الأمريكية الوصول الاستراتيجي إلى المعادن النادرة في المنطقة.

ويكتسب هذا الاتفاق أهمية استراتيجية كبرى تتجاوز البعد السياسي؛ حيث تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أغنى دول العالم بالموارد الطبيعية، وتحديداً معدن الكوبالت والنحاس والكولتان، وهي عناصر حيوية للصناعات التكنولوجية الحديثة، بما في ذلك الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية وصناعة الطيران. ويسعى الاتفاق إلى تأمين سلاسل التوريد لهذه المواد الحساسة للولايات المتحدة، وتقليل الاعتماد على مصادر أخرى، مما يمنح واشنطن موطئ قدم اقتصادي قوي في قلب القارة السمراء.

جذور الصراع في منطقة البحيرات العظمى

لفهم عمق هذا الاتفاق، لا بد من النظر إلى الخلفية التاريخية المعقدة للصراع في منطقة البحيرات العظمى. تعاني المنطقة من عدم الاستقرار منذ تسعينيات القرن الماضي، وتحديداً في أعقاب الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، والتي أدت تداعياتها إلى نزوح ملايين اللاجئين وتداخل الجماعات المسلحة عبر الحدود. وقد شهدت الكونغو حربين طاحنتين (حرب الكونغو الأولى والثانية) تورطت فيهما عدة دول أفريقية، وخلفت ملايين الضحايا وتدميراً واسعاً للبنية التحتية، مما جعل المنطقة بؤرة توتر دائم تهدد الأمن والسلم الإقليميين.

ويأتي الاتفاق الحالي، الذي وُصف بـ”التاريخي”، ثمرة لجهود وساطة أمريكية مكثفة استمرت لأشهر، بدعم إقليمي ودولي شمل الاتحاد الأفريقي ودولة قطر. ويُعتبر هذا التوقيع مكملاً ومتمماً لاتفاق سابق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في يونيو الماضي، مما يعكس رغبة دولية ملحة في إغلاق ملف هذا النزاع المزمن.

تحديات أمنية ومستقبل هش

رغم الأجواء الاحتفالية التي سادت واشنطن والآمال المعلقة على هذه المبادرة، إلا أن مراقبين ومحللين سياسيين حذروا من أن السلام لا يزال هشاً ومحفوفاً بالمخاطر. فالتحدي الأكبر يكمن في وجود أكثر من 100 جماعة مسلحة تنشط حالياً في شرقي الكونغو، تتنافس على النفوذ والسيطرة على مناجم الثروات الطبيعية.

وتبرز حركة “إم 23” (M23) كواحدة من أبرز العقبات أمام استدامة هذا السلام. ولطالما تبادلت كينشاسا وكيغالي الاتهامات بشأن دعم هذه الحركة المتمردة، حيث تتهم الكونغو جارتها رواندا بدعم الحركة عسكرياً ولوجستياً لزعزعة استقرار الشرق الكونغولي، وهو ما نفته كيغالي مراراً. لذا، فإن نجاح هذا الاتفاق يعتمد بشكل كلي على آليات التنفيذ على الأرض، ومدى التزام الأطراف بوقف الدعم للجماعات المسلحة، والقدرة على دمج المناطق المضطربة في عجلة التنمية الاقتصادية التي وعد بها الاتفاق.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

الذكاء الاصطناعي يكشف عيوب القلب للأجنة بدقة 97%
Previous Story

الذكاء الاصطناعي يكشف عيوب القلب للأجنة بدقة 97%

لوبتيغي يطالب الفيفا بالتحقيق في كأس العرب 2025
Next Story

لوبتيغي يطالب الفيفا بالتحقيق في كأس العرب 2025

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى