في أجواء سينمائية ساحرة بمدينة جدة، وضمن فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، خطفت النجمة السعودية إلهام علي الأنظار بحديث صريح وعميق حول واقع ومستقبل الفن في المملكة. لم يكن حضور إلهام مجرد مشاركة شرفية، بل جاء تأكيداً على النقلة النوعية التي تشهدها الصناعة الفنية السعودية، والتي باتت تنافس بقوة على الساحتين الإقليمية والدولية.
مهرجان البحر الأحمر: منصة عالمية برؤية سعودية
يأتي حديث إلهام علي في وقت يترسخ فيه مهرجان البحر الأحمر السينمائي كواحد من أهم الأحداث الثقافية في الشرق الأوسط. منذ انطلاقه، لعب المهرجان دوراً محورياً في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بجودة الحياة ودعم الثقافة والفنون. لم يعد المهرجان مجرد شاشة عرض، بل تحول إلى حاضنة للمواهب وسوق إنتاج ضخم يجمع صناع السينما من هوليوود وبوليوود والعالم العربي، مما يمنح الفنان السعودي فرصة الاحتكاك المباشر بالخبرات العالمية.
فلسفة النجاح: لا مكان للمصادفة
وفي حديثها عن مسيرتها، شددت إلهام علي على أن الاستمرارية في الفن لا تعتمد على الحظ. وأوضحت قائلة: "ما في شيء يأتي صدفة. النجاح ممكن يأتي صدفة من حيث تقبّل الجمهور أحياناً، لكن الاختيار والتحضير ليسا صدفة أبداً". تشير هذه التصريحات إلى النضج الفني الذي وصل إليه الممثل السعودي، حيث أصبح التركيز منصباً على الدراسة العميقة للشخصيات والتفاصيل الدقيقة التي تصنع الفارق، بعيداً عن العشوائية في الاختيارات.
تحديات "شارع الأعشى" والموسم الثاني
تطرقت النجمة السعودية إلى أحد أبرز أعمالها، مسلسل "شارع الأعشى"، كاشفة عن مخاوفها الأولية من فكرة الأجزاء المتعددة، وهي معضلة تواجه العديد من الأعمال الناجحة عالمياً. صرحت إلهام: "كنت خائفة من موسم ثانٍ… ماذا سنقدّم؟". ولكن، بفضل ورش الكتابة والتحضير المتقن، تمكن فريق العمل من صياغة خط درامي جديد كلياً يغوص في أعماق الشخصية الرئيسية بدلاً من الاكتفاء بالقصص المحيطة، مما يضمن للمشاهد تجربة متجددة لا تعتمد على نجاح الجزء الأول فحسب.
بين "وضحى" و"سندس": انعكاس الشخصية الحقيقية
في سياق المقارنة بين أدوارها، فاجأت إلهام جمهورها باعتراف حول شخصية "سندس"، مؤكدة أنها الأقرب لقلبها وشخصيتها الحقيقية بنسبة 99%، لدرجة أنها لم تبذل جهداً في التمثيل بل كانت "ترتدي مظهرها" فقط. في المقابل، أوضحت أن شخصية "وضحى" لا تتقاطع معها إلا في صفة "القوة"، مما يبرز قدرتها على التلون وتقمص شخصيات بعيدة عن طبيعتها.
من العرض في الخارج إلى الاحتفاء في الوطن
اختتمت إلهام علي حديثها بلمسة من الفخر الوطني، مشيرة إلى التحول الجذري في صناعة السينما السعودية. فبعد سنوات من اضطرار الفنانين السعوديين لعرض أعمالهم في مهرجانات خارجية للحصول على الاعتراف، أصبحوا اليوم "أهل الدار"، يعرضون إبداعاتهم على أرضهم وبين جمهورهم وبدعم حكومي وجماهيري غير مسبوق. هذا التطور يعكس حالة الشغف والطموح التي يعيشها الجيل الجديد من الفنانين، مبشرة بمستقبل واعد للسينما السعودية التي بدأت بالفعل في حجز مكانها على الخريطة العالمية.
