يواصل النجم السوري عمر خربين كتابة فصول جديدة من التألق في ملاعب كرة القدم العربية، وهذه المرة عبر بوابة بطولة كأس العرب 2025. فبعد جولتين ناريتين في دور المجموعات، أثبت خربين أن الذهب لا يصدأ، وأن الموهبة الحقيقية قادرة على فرض كلمتها مهما تقدم العمر أو تغيرت الظروف، مسجلاً عودة قوية أعادت للأذهان فترات توهجه القاري.
السياق التاريخي: استعادة أمجاد 2017
لا يمكن الحديث عن تألق خربين الحالي دون العودة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى عام 2017، العام الذي تربع فيه النجم السوري على عرش القارة الصفراء بتتويجه بلقب أفضل لاعب في آسيا. تلك الفترة التي قضاها مع نادي الهلال السعودي صنعت منه أيقونة هجومية، واليوم، وهو يرتدي قميص نادي الوحدة الإماراتي، يستحضر خربين تلك الروح القيادية والحس التهديفي العالي ليقود “نسور قاسيون” في محفل عربي هام، مؤكداً أن الخبرة المتراكمة في الدوريات الخليجية والبطولات الآسيوية هي سلاحه الأقوى.
أهداف عالمية ورسالة شديدة اللهجة
لم يكتفِ خربين بالمشاركة الشرفية، بل وضع بصمته فوراً بتسجيل هدفين من طراز رفيع:
- الهدف الأول: جاء من ركلة ثابتة متقنة في شباك المنتخب التونسي، كشفت عن دقة تنفيذ لا يمتلكها إلا الكبار.
- الهدف الثاني: قذيفة صاروخية هزت شباك المنتخب القطري، ليكون هذا الهدف واحداً من أجمل لقطات البطولة حتى الآن، ويعيد للأذهان قدرته على التسجيل من أنصاف الفرص.
قراءة فنية: ماذا قدم خربين أمام قطر؟
لم يكن هدف خربين في مرمى العنابي مجرد ومضة، بل كان تتويجاً لجهد بدني وتكتيكي استمر طوال 90 دقيقة. ورغم الضغط العالي الذي يفرضه المنتخب القطري، جاءت أرقام خربين لتنصف مجهوده:
- التقييم العام: 7.4 (من بين الأعلى في المباراة).
- التسديدات: 4 تسديدات تعكس جرأته الهجومية.
- المساهمة الدفاعية: 5 حالات استخلاص للكرة، وهو رقم ممتاز لمهاجم صريح، يوضح التزامه بالواجبات الدفاعية والضغط على الخصم.
- التحرك بدون كرة: رغم خسارته للاستحواذ في 16 مرة، إلا أن ذلك يعود لمحاولاته المستمرة في استلام الكرة تحت الضغط وخلق مساحات لزملائه القادمين من الخلف.
أهمية الحدث وتأثيره على المنتخب السوري
تكتسب بطولة كأس العرب أهمية خاصة للمنتخبات المشاركة كونها بروفة حقيقية للاستحقاقات القارية والدولية. وبالنسبة للمنتخب السوري، فإن وجود قائد بحجم عمر خربين يمنح الفريق ثقلاً فنياً ونفسياً داخل الملعب. إن الدمج بين خبرة خربين وحماس العناصر الشابة يعد الخلطة السحرية التي يعول عليها الجمهور السوري للذهاب بعيداً في هذه النسخة.
ختاماً، يؤكد عمر خربين في كأس العرب 2025 أنه ليس مجرد هداف، بل هو قائد ملهم وصانع للحدث، ومع استمرار البطولة، تتجه الأنظار إليه ليكون الرقم الصعب الذي قد يقلب الموازين في الأدوار الإقصائية.