في خطوة تعكس المكانة المتنامية للرياضة السعودية على الساحة العالمية، أعلنت السيدة كيرستي كوفنتري، رئيسة لجنة اللاعبين باللجنة الأولمبية الدولية، عن القائمة الجديدة للأعضاء المعينين في اللجنة للأعوام الأربعة المقبلة. وقد شهدت هذه القائمة حدثاً تاريخياً تمثل في انضمام البطل الأولمبي حسين علي رضا، لاعب المنتخب السعودي للتجديف، ليكون بذلك أول سعودي ينال عضوية هذه اللجنة المرموقة في تاريخ الحركة الأولمبية.
ويأتي هذا الاختيار تتويجاً لمسيرة رياضية حافلة بالإنجازات والريادة؛ حيث لم يكن انضمام "رضا" للجنة وليد الصدفة، بل استند إلى تاريخه المشرف كرياضي نخبوي. فقد سبق له أن سطر اسمه في سجلات التاريخ كأول لاعب سعودي يتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في رياضة التجديف، وذلك خلال مشاركته المميزة في أولمبياد طوكيو 2020، الذي أقيم استثنائياً في صيف عام 2021 بسبب الجائحة، مما جعله نموذجاً ملهماً للرياضيين السعوديين في الألعاب الفردية.
وتكتسب عضوية لجنة اللاعبين في اللجنة الأولمبية الدولية أهمية استراتيجية كبرى، حيث تُعد الصوت الرسمي للرياضيين داخل الهرم الأولمبي. وتتمحور مهام اللجنة حول الدفاع عن حقوق الرياضيين وتمثيل مصالحهم بفعالية، بالإضافة إلى جمع التوصيات والمقترحات من قلب الحدث الرياضي ورفعها مباشرة إلى المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية. وتهدف هذه الآلية إلى إحداث تغييرات جوهرية وقرارات تنظيمية تصب في مصلحة اللاعبين، فضلاً عن تقديم الدعم النفسي والمهني لهم من خلال برامج تطويرية متنوعة، وتعزيز قنوات التواصل مع اللجان الأولمبية الوطنية حول العالم.
وعلى الصعيد القاري والإقليمي، يمتلك حسين علي رضا خبرة إدارية واسعة تعزز من دوره الجديد؛ فهو يشغل حالياً عضوية لجنة اللاعبين في المجلس الأولمبي الآسيوي، كما تم اختياره عضواً في لجنة الرياضيين لدورة الألعاب الآسيوية المرتقبة "الرياض 2034". هذا التواجد المتعدد في اللجان المؤثرة يؤكد الثقة الدولية في الكفاءات السعودية وقدرتها على المساهمة في صنع القرار الرياضي العالمي.
ويُعد هذا التعيين دلالة واضحة على نجاح الاستراتيجية الرياضية السعودية التي لا تكتفي بصناعة الأبطال داخل الملاعب فحسب، بل تمتد لتمكين الكوادر الوطنية من تولي مناصب قيادية في المنظمات الدولية، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويضمن حضوراً قوياً في المحافل الدولية الكبرى.
