في خطوة نوعية تعكس التزام المملكة العربية السعودية بحماية البيئة ومكافحة التغير المناخي، كشف البرنامج الوطني للتشجير عن إطلاق أربع مبادرات بيئية كبرى تمهيداً لانطلاق موسم التشجير الوطني 2026. وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الحثيثة لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، التي تسعى لزراعة 10 مليارات شجرة في مختلف أنحاء المملكة خلال العقود القادمة.
مبادرات نوعية لتعزيز الغطاء النباتي
أعلن البرنامج أن المبادرات الجديدة تشمل تسيير "قافلة للتشجير" ستجوب كافة مناطق المملكة؛ بهدف نقل الخبرات وبناء القدرات المجتمعية، بالإضافة إلى إطلاق المنصة الوطنية للتشجير لتوحيد الجهود الرقمية. كما تتضمن المبادرات اعتماد منهجية التحقق الحقلي بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وإطلاق مشروع الأقاليم النباتية لضمان زراعة الأنواع الملائمة لكل بيئة.
سياق وطني ورؤية طموحة
تكتسب هذه التحركات أهمية استراتيجية بالنظر إلى التحديات البيئية التي تواجهها المنطقة، مثل التصحر والعواصف الغبارية. وتُعد مبادرة السعودية الخضراء، التي أطلقها سمو ولي العهد، واحدة من أكبر مشاريع إعادة التشجير في العالم، حيث تهدف إلى إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة. ولا تقتصر أهمية هذه المشاريع على الجانب البيئي فحسب، بل تمتد لتشمل تحسين جودة الحياة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز السياحة البيئية، مما يصب مباشرة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
شراكات واسعة وتكامل مؤسسي
جاء الإعلان خلال الملتقى التنسيقي الذي عقده البرنامج بحضور الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، المهندس أحمد العيادة، وبمشاركة أكثر من 100 جهة من القطاعين الحكومي والخاص. وناقش الملتقى سبل تعزيز التكامل بين الجهات المختلفة لضمان استدامة مشاريع التشجير، واستعراض التحديات التي تواجه المكاتب الميدانية، بالإضافة إلى تقييم خصائص التربة ومعدلات بقاء الشتلات لضمان كفاءة التنفيذ.
تفعيل ميداني ومشاركة مجتمعية
وعلى هامش الملتقى، نفذ البرنامج مبادرة تشجير في متنزه حريملاء الوطني، تضمنت فعاليات مصاحبة مثل المشي في الطبيعة وتجربة الرماية، بهدف رفع الوعي البيئي لدى المجتمع. ويؤكد الخبراء أن إشراك المجتمع المحلي والقطاع الخاص يعد ركيزة أساسية لنجاح هذه المبادرات الوطنية الضخمة، حيث يسهم موسم التشجير الوطني في ترسيخ ثقافة الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.