أكثر الأعوام حرارة في الشرق الأوسط: تقرير يكشف المخاطر

تقرير يكشف تسجيل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأكثر الأعوام حرارة، مع تحذيرات من ارتفاع الحرارة 5 درجات وتضرر الملايين. اقرأ التفاصيل الكاملة وتوقعات المستقبل.
ديسمبر 4, 2025
8 mins read
أكثر الأعوام حرارة في الشرق الأوسط: تقرير يكشف المخاطر

كشف تقرير مناخي حديث عن بيانات مقلقة للغاية تتعلق بواقع التغير المناخي في منطقتنا، حيث تم تصنيف العام المنصرم كواحد من أكثر الأعوام حرارة في تاريخ السجلات المناخية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضح التقرير الصادر عن المنظمة المعنية أن متوسط درجات الحرارة في المنطقة قد تجاوز المعدل الطبيعي للفترة المرجعية (بين عامي 1991 و2020) بمقدار 1.08 درجة مئوية، مما يعكس تسارعاً ملحوظاً وخطراً في ظاهرة الاحتباس الحراري.

الجزائر في صدارة الارتفاع الحراري

وفي تفاصيل البيانات القطرية التي تضمنها التقرير، سجلت الجزائر أعلى زيادة في درجات الحرارة على مستوى المنطقة، حيث ارتفع المتوسط بمقدار 1.64 درجة مئوية. هذا الارتفاع الكبير لا يمثل مجرد أرقام إحصائية عابرة، بل يعكس واقعاً بيئياً صعباً يهدد الموارد الطبيعية ويزيد من حدة التصحر في دول شمال أفريقيا التي تعاني أصلاً من شح المياه وتحديات بيئية مركبة.

الشرق الأوسط: بؤرة ساخنة للتغير المناخي

تأتي هذه البيانات لتؤكد تحذيرات العلماء المستمرة من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعد "بؤرة ساخنة" للتغير المناخي، حيث ترتفع فيها درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المعدل العالمي (حوالي ضعف المعدل). تاريخياً، تميزت المنطقة بمناخها الجاف وشبه الجاف، إلا أن العقود الأخيرة شهدت تطرفاً مناخياً غير مسبوق، مما يضع ضغوطاً هائلة على البنية التحتية المتهالكة في بعض الدول والموارد المائية المحدودة للغاية.

الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة

لم يقتصر تأثير التغير المناخي على ارتفاع مؤشرات الحرارة فحسب، بل امتد ليشمل سلسلة من الكوارث الطبيعية المدمرة. فقد أشارت المنظمة إلى أن موجات الحر الطويلة والشديدة، والفيضانات المفاجئة التي ضربت عدة مناطق، بالإضافة إلى الجفاف المتكرر، قد أثرت بشكل مباشر وقاسٍ على صحة الإنسان والاقتصاد والنظم البيئية الهشة. وقد أسفرت هذه الظواهر المتطرفة عن وفاة أكثر من 300 شخص، وتضرر نحو 3.8 ملايين شخص بشكل مباشر، سواء من خلال النزوح القسري، فقدان المأوى، أو تدمير سبل العيش الزراعية.

تداعيات على الأمن الغذائي والمائي

وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، يشكل هذا التغير المناخي تهديداً مباشراً للأمن الغذائي في المنطقة. فارتفاع درجات الحرارة وتذبذب معدلات هطول الأمطار يؤثران سلباً على المحاصيل الزراعية التقليدية، مما يضطر الدول إلى زيادة وارداتها الغذائية ويرهق ميزانياتها العامة. كما أن الضغط المتزايد على الموارد المائية الجوفية والسطحية قد يؤدي إلى تفاقم أزمات المياه، مما يجعل قضية المناخ قضية أمن قومي بامتياز لدول المنطقة.

سيناريوهات المستقبل وتحذيرات أممية

وفي نظرة استشرافية قاتمة للمستقبل، حذرت المنظمة من أن استمرار الانبعاثات الكربونية بمعدلاتها الحالية دون تدخل جذري قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي. هذا السيناريو الكارثي يتطلب تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، حيث شدد التقرير في ختامه على الأهمية القصوى للاستثمار في الأمن المائي وتطوير أنظمة الإنذار المبكر للكوارث، لتقليل الخسائر البشرية والمادية وضمان استدامة الحياة في المنطقة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية لأدنى مستوى منذ 2022
Previous Story

تراجع طلبات إعانة البطالة الأمريكية لأدنى مستوى منذ 2022

عمر خربين يعلن استعداده للعودة إلى الهلال السعودي مجاناً
Next Story

عمر خربين يعلن استعداده للعودة إلى الهلال السعودي مجاناً

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى