اقترب منتخب فلسطين بخطى ثابتة من حجز مقعده في الدور ربع النهائي لبطولة كأس العرب، وذلك بعد أن حقق تعادلاً بطعم الفوز أمام نظيره التونسي القوي بنتيجة (2-2)، في المباراة المثيرة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات على أرضية ملعب لوسيل المونديالي.
تفاصيل المباراة والسيناريو المثير
شهدت المباراة بداية نارية وضغطاً مكثفاً من جانب نسور قرطاج، حيث سعى المنتخب التونسي منذ الدقائق الأولى لفرض سيطرته وحسم النقاط الثلاث مبكراً. وأسفر هذا الضغط عن هدف التقدم الأول في الدقيقة 16 عن طريق اللاعب عمر لعيوني، الذي استغل حالة من الارتباك المؤقت في الخطوط الدفاعية للمنتخب الفلسطيني ليودع الكرة في الشباك. ورغم محاولات الفدائي للعودة، انتهى الشوط الأول بتقدم تونس بهدف نظيف.
مع انطلاق الشوط الثاني، عزز المنتخب التونسي تقدمه بهدف ثانٍ في الدقيقة 51 حمل توقيع فراس شواط، بعد جملة تكتيكية مميزة وتمريرة حاسمة من محمد علي بن رمضان، ليظن الجميع أن المباراة قد حُسمت لصالح تونس.
انتفاضة الفدائي والعودة من بعيد
في الوقت الذي توقع فيه المتابعون استسلام المنتخب الفلسطيني، أظهر اللاعبون روحاً قتالية عالية تعكس لقبهم "الفدائي". حيث تمكن حامد حمدان من تقليص الفارق في الدقيقة 61 عبر تسديدة صاروخية لا تصد ولا ترد سكنت شباك المنتخب التونسي، معيدة الأمل لزملائه.
واستمرت المحاولات الفلسطينية الجادة حتى الدقائق الأخيرة، ليأتي هدف التعادل القاتل في الدقيقة 85 عن طريق زيد أبو جزر، الذي استغل دربكة دفاعية داخل منطقة الجزاء التونسية، ليخطف نقطة ثمينة جداً وضعت فريقه في صدارة المجموعة.
دلالات النتيجة ومكانة المنتخبين
تكتسب هذه النتيجة أهمية خاصة بالنظر إلى الفوارق الفنية والتاريخية، حيث يُعد المنتخب التونسي أحد عمالقة الكرة الأفريقية والعربية، ويمتلك تاريخاً طويلاً من المشاركات في كأس العالم وأمم أفريقيا. لذا، فإن نجاح المنتخب الفلسطيني في العودة بعد التأخر بهدفين يُحسب للجهاز الفني وللروح المعنوية العالية التي يتمتع بها اللاعبون، ويؤكد تطور الكرة الفلسطينية وقدرتها على مقارعة الكبار في المحافل الإقليمية.
أهمية كأس العرب كمنصة للتطوير
تُعد بطولة كأس العرب فرصة ذهبية للمنتخبات العربية لاختبار قدراتها وتجهيز لاعبيها للاستحقاقات القارية القادمة، سواء كأس آسيا لمنتخبات عرب آسيا أو كأس الأمم الأفريقية لعرب أفريقيا. وتبرز مثل هذه المباريات القوية التنافسية العالية التي تشهدها البطولة، مما يعزز من قيمتها الفنية والجماهيرية في المنطقة.
موقف المجموعة وحسابات التأهل
بهذا التعادل المثير، رفع منتخب فلسطين رصيده إلى 4 نقاط منفرداً بصدارة ترتيب المجموعة، مما يجعله الأقرب للتأهل إلى الدور ربع النهائي، بينما ارتفع رصيد منتخب تونس إلى نقطة واحدة في المركز الثالث، مما يضع نسور قرطاج تحت ضغط كبير في الجولة القادمة لضمان البقاء في المنافسة.