أعلن رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، الشيخ أحمد اليوسف، عن توجه استراتيجي جديد للكرة الكويتية فيما يخص استضافة الأحداث القارية الكبرى، مؤكداً أن الخيار الأول للاتحاد هو التقدم بملف استضافة "كأس آسيا 2035" بدلاً من المنافسة على نسخة 2031. يأتي هذا التصريح ليرسم خارطة طريق واضحة لطموحات الكويت في استعادة مكانتها الرياضية على الساحة الآسيوية والدولية.
وفي تصريحات صحافية أدلى بها على هامش المؤتمر الخاص بطرح تذاكر مباراة الكأس السوبر الفرنسية (كأس الأبطال) التي ستجمع بين عملاقي الكرة الفرنسية باريس سان جرمان ومارسيليا في الكويت، أوضح اليوسف أن المفاضلة بين الملفين حسمت لصالح نسخة 2035 لأسباب منطقية ولوجستية. وأشار إلى أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كان قد تلقى في أبريل الماضي سبعة ملفات لطلب الاستضافة شملت دولاً مثل الإمارات، أستراليا، الهند، إندونيسيا، وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى الملف الكويتي.
التوزيع الجغرافي والبنية التحتية
استند القرار الكويتي إلى قراءة واقعية لسياسة التدوير الجغرافي التي يتبعها الاتحاد الآسيوي. فبعد استضافة قطر لنسخة 2023 (التي أقيمت في 2024)، واستضافة الإمارات لنسخة 2019، ومع استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة نسخة 2027، بات من المرجح جداً أن تتجه بوصلة البطولة في عام 2031 نحو دول شرق القارة الصفراء. هذا التوجه يجعل فرص دول غرب آسيا أقل حظاً في تلك النسخة، مما دفع الكويت للتركيز على الموعد الأبعد لضمان حظوظ أوفر.
علاوة على ذلك، تطرق اليوسف إلى التحديات اللوجستية، مشيراً إلى الشروط الصارمة التي يفرضها الاتحاد الآسيوي، والتي تتطلب توفر أكثر من أربعة ملاعب حديثة بسعة تتجاوز 42 ألف متفرج لكل منها. هذا الشرط يمنح الكويت فرصة زمنية كافية حتى عام 2035 لتطوير بنيتها التحتية الرياضية وبناء ملاعب بمواصفات عالمية تتناسب مع حجم الحدث، وتتوافق مع رؤية الكويت التنموية.
السوبر الفرنسي: اختبار حقيقي وعودة للأضواء
وبعيداً عن الملف الآسيوي، تعيش الكويت حالة من الترقب لاستضافة حدث عالمي فريد يتمثل في الكأس السوبر الفرنسية المقررة في 8 يناير. وقد راهن اليوسف على نجاح هذا الحدث، كاشفاً عن منافسة شرسة خاضتها الكويت للفوز بحق الاستضافة، حيث تفوقت على ملفات قوية من اليابان وماليزيا وسنغافورة. وتعد هذه المرة الأولى التي تستضيف فيها الكويت هذه البطولة العريقة، وهي خطوة تعكس رغبة البلاد في أن تكون وجهة للرياضة العالمية.
الأهمية التاريخية والمستقبلية
تحمل هذه التحركات دلالات عميقة بالنسبة للشارع الرياضي الكويتي. فالكويت، التي كانت رائدة الكرة الخليجية والآسيوية في العصر الذهبي وتوجت بلقب كأس آسيا عام 1980 وتأهلت لمونديال 1982، تسعى جاهدة لطي صفحة السنوات العجاف والعودة إلى الواجهة. إن استضافة أحداث بحجم السوبر الفرنسي، والتخطيط طويل الأمد لكأس آسيا 2035، لا يمثل مجرد تنظيم مباريات، بل هو جزء من استراتيجية القوة الناعمة وتنشيط السياحة الرياضية، وإعادة وضع اسم الكويت بقوة على الخارطة الرياضية الدولية.