تتجه أنظار عشاق الكرة العربية، مساء الجمعة، صوب استاد المدينة التعليمية في الدوحة، حيث تدور رحى معركة كروية حاسمة تجمع بين المنتخب المغربي ونظيره العماني، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العرب لكرة القدم. وتكتسب هذه المباراة أهمية قصوى للفريقين، إذ تمثل بوابة العبور المبكر لـ "أسود الأطلس"، وطوق النجاة لـ "الأحمر" العماني.
المغرب: طموح التأهل المبكر وعين على "الكان"
يدخل المنتخب المغربي اللقاء بمعنويات تعانق السحاب بعد فوزه المريح والمستحق على جزر القمر بنتيجة 3-1 في الجولة الافتتاحية. ويسعى المدرب طارق السكتيوي، المنتشي بقيادة الكرة المغربية للميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، لاستغلال هذه الدفعة المعنوية لحسم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي مبكراً دون الدخول في حسابات الجولة الأخيرة المعقدة.
ورغم الغيابات المؤثرة التي ضربت صفوف الفريق، والمتمثلة في إصابة حمزة الهنوري ونجم الأهلي المصري أشرف بنشرقي وانتهاء مشوارهما في البطولة، إلا أن السكتيوي يمتلك ترسانة من النجوم القادرين على تعويض النقص. ويعول الجهاز الفني على خبرة الهداف عبد الرزاق حمدالله، وحيوية طارق تيسودالي وكريم البركاوي في الخط الأمامي، مدعومين بصلابة دفاعية يقودها حمزة موساوي والحارس شهاب نور الدين.
وتحمل المباراة بعداً استراتيجياً آخر للاعبين المغاربة، حيث ستكون تحركاتهم تحت مجهر وليد الركراكي، مدرب المنتخب الأول، الذي يراقب عن كثب لاختيار العناصر الأنسب لتدعيم القائمة النهائية المشاركة في كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها المغرب بدءاً من 21 ديسمبر الجاري. هذا الحافز الشخصي للاعبين يضيف قوة مضاعفة للأداء الجماعي المتوقع.
عمان: تحدي البقاء وتجاوز عثرة البداية
في المقابل، يخوض المنتخب العماني اللقاء تحت ضغط كبير وشعار "لا بديل عن الفوز"، بعد تعثره في الجولة الأولى أمام السعودية بنتيجة 1-2. ويدرك البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش أن أي نتيجة سلبية قد تعني وداع البطولة مبكراً، مما يضع الجهاز الفني واللاعبين أمام اختبار حقيقي للشخصية والقدرة على العودة.
وكان كيروش قد أبدى استياءه الشديد من القرارات التحكيمية في المباراة السابقة، إلا أنه أكد في المؤتمر الصحفي طي تلك الصفحة والتركيز الكامل على مواجهة المغرب، قائلاً: "تعلمنا من أخطاء المباراة الماضية ونحن جاهزون… آمل أن تظهر عمان المهارات اللازمة وأن تكون الأفضل في الميدان". ويعتمد كيروش على انضباط تكتيكي وحماس لاعبيه، بقيادة الحارس إبراهيم المخيني والمهاجم عصام الصبحي، لمحاولة خطف النقاط الثلاث.
سياق تاريخي وأهمية البطولة
تعد بطولة كأس العرب فرصة ذهبية للمنتخبات لاختبار جاهزية لاعبي الصف الثاني والمحليين في منافسات عالية المستوى، خاصة مع إقامتها على ملاعب مونديالية في قطر. تاريخياً، لا يمتلك المنتخبان سجلاً طويلاً من المواجهات المباشرة، حيث تعد هذه المباراة هي الثانية فقط بينهما، بعد لقاء ودي وحيد عام 2008 انتهى بالتعادل السلبي، مما يجعل مواجهة الجمعة أول اختبار رسمي حقيقي بين المدرستين الكرويتين المختلفتين.
وبينما يرى المهاجم المغربي طارق تيسودالي أن الفوز ضروري للعب بأريحية أمام السعودية في الجولة الختامية، يرى الجانب العماني في اللقاء فرصة لقلب الطاولة وإثبات الذات، مما يعد بمباراة تكتيكية وبدنية من الطراز الرفيع.