ورصدت «اليوم» خلال جولتها الميدانية في أروقة المهرجان الذي استضافته جامعة الملك عبدالعزيز بجدة خلال الفترة من 2 إلى 4 ديسمبر، ولادة جيل سينمائي سعودي واعد يمتلك أدوات الصناعة باحترافية عالية.
18 جامعة سعودية
وشهد المهرجان حراكاً فنياً واسعاً بمشاركة تجاوزت 170 عملاً سينمائياً، قدمها طلاب وطالبات يمثلون 18 جامعة سعودية، مما يجعله التجمع الطلابي الأكبر والأغنى من نوعه على مستوى المملكة حتى الآن.
وأكدت الدكتورة ميسون السباعي، وكيلة كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، أن المهرجان شكّل منصة وطنية حاضنة للإبداع، حيث تنوعت الأعمال بين الروائي والوثائقي والرسوم المتحركة، وصولاً إلى تجارب حديثة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وصاحب العروض السينمائية معرض فني بعنوان «من الخيال إلى الشاشة»، استعرض فيه الطلبة رحلة صناعة أفلامهم، مع تركيز لافت في المضامين على القضايا الاجتماعية، وتحديات الشباب، وتفاصيل الهوية الثقافية المستلهمة من عام الحرف وروح المدن السعودية.
حضور استثنائي
وسجلت الطالبات حضوراً استثنائياً في هذه الدورة بحصدهن عدداً كبيراً من الجوائز، مما يعكس تصاعد دور المرأة السعودية في هذا القطاع، وامتلاكها أدوات ومعارف تؤهلها للمنافسة وتمثيل المملكة في المحافل العالمية.
وبرزت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في فئة الرسوم المتحركة، حيث حصد مشروع التخرج «حقيبة عمل» جائزة أفضل فيلم، وهو عمل تشويقي يروي قصة شاب يكتشف أن حقيبته مسيرة من قبل كائنات فضائية تأخذه في جولة فوق سماء الرياض.
وأوضحت ولاء سندي، المشرفة على مشاريع التخرج بجامعة الأميرة نورة، أن الفيلم الفائز نفذته خريجات برنامج صناعة الأفلام «رواد خالد، منار الزهراني، لينة القديري، ودانة العمران»، مقدمات تجربة بصرية تدمج الخيال السردي بالهوية المحلية.
مهرجان الأفلام الطلابية بجدة
وفي فئة الأفلام القصيرة، انتزع فيلم «جناح سبعة» لخريجة جامعة الملك عبدالعزيز سوسن القريعي جائزة الأفضلية، متناولاً بجرأة نفسية اضطراب تعدد الشخصيات عبر معالجة بصرية تجعل المشاهد يرى العالم بعيون المريض.
ووصفت القريعي تجربتها بأنها كانت مليئة بالتحديات لكونها أول تجربة لها في الكتابة والإخراج والإنتاج، مشيرة إلى أن الشغف كان المحرك الأساسي لتحويل الفكرة المجازية إلى صورة سينمائية تلامس مشاعر الجمهور.
وعكست الأعمال المشاركة قفزة نوعية في الوعي السينمائي لدى الطلبة، سواء في توظيف التقنيات الحديثة أو في عمق الطرح الموضوعي، مما يبشر بمستقبل مشرق لصناعة الأفلام السعودية ورفدها بكوادر مؤهلة أكاديمياً ومهنياً.