بدأت الهيئة العامة للطرق التنفيذ الفعلي والعملي لإجراءات منع الصيد نهائياً على جسر صفوى/ رأس تنورة، مدشنة بذلك مرحلة جديدة من التنظيم المروري والأمني عبر تركيب لوحات تحذيرية واضحة ومكثفة على امتداد هذا الشريان الحيوي الذي يربط بين مدن المنطقة الشرقية.
ويأتي هذا التحرك الميداني الحازم بهدف وضع حد للأنشطة غير المخصصة للجسر، والتي كانت تشكل خطراً محتملاً على سلامة الحركة المرورية وتربك انسيابية الطريق السريع فوق البحر. وأوضحت الهيئة أن تثبيت اللوحات التي تحمل رمز «ممنوع الصيد» يمثل إشعاراً رسمياً ونهائياً لكافة المرتادين بضرورة الامتناع الفوري عن استخدام أكتاف الجسر أو ممراته لممارسة هواية الصيد.
أهمية الجسر الاستراتيجية وموقعه الحيوي
لفهم أبعاد هذا القرار، يجب النظر إلى الأهمية الاستراتيجية لجسر صفوى – رأس تنورة. يُعد هذا الجسر ثاني أطول جسر بحري في المملكة العربية السعودية بعد جسر الملك فهد، ويشكل نقلة نوعية في شبكة الطرق بالمنطقة الشرقية. تم إنشاء الجسر ليختصر المسافة والزمن بين محافظة القطيف (عبر صفوى) ومدينة رأس تنورة، التي تعد مركزاً صناعياً ونفطياً عالمياً هاماً. قبل إنشاء الجسر، كان التنقل يتطلب وقتاً أطول عبر الطرق البرية التقليدية، مما يجعل الحفاظ على انسيابية الحركة فيه أولوية قصوى لخدمة القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
دوافع القرار: حماية الأرواح والممتلكات
يركز القرار بشكل مباشر على حماية الأرواح والممتلكات، حيث يؤدي تواجد الصيادين وتوقف مركباتهم في غير الأماكن المخصصة إلى خلق نقاط خطرة قد تتسبب في حوادث مرورية كارثية وغير متوقعة. إن الوقوف على أكتاف الطريق المخصصة للحالات الطارئة فقط يعيق وصول مركبات الإسعاف والدفاع المدني في حال وقوع أي طارئ، كما أن تواجد المشاة على جسر مصمم للسرعات العالية يعرض حياتهم وحياة قائدي المركبات للخطر.
واستهدفت الهيئة من خلال هذه الخطوة أيضاً الحفاظ على المظهر الحضاري والجمالي للجسر، وضمان بقائه خالياً من المخلفات والمشوهات البصرية التي غالباً ما تخلفها ممارسات الصيد العشوائي، مثل بقايا الأطعمة ومعدات الصيد التالفة التي تضر بالبيئة البحرية وتشوّه المنظر العام لهذا المنجز الهندسي.
تعزيز جودة الحياة والسلامة المرورية
يعد هذا الإجراء جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية شاملة تتبناها الهيئة العامة للطرق لرفع مستوى السلامة على الطرق والجسور في المملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في خفض معدلات الحوادث وتعزيز جودة الحياة. وتسعى الهيئة لتوفير بيئة طرقية منظمة وخالية من التجاوزات والسلوكيات الخاطئة التي تؤثر سلباً على تجربة مستخدمي الطريق.
وفي ختام بيانها، دعت الهيئة العامة للطرق جميع المواطنين والمقيمين إلى التعاون والتقيد التام باللوحات الإرشادية الجديدة، مؤكدة أن الجسر أنشئ لخدمة التنقل السلس والآمن ودعم الحركة الاقتصادية والسياحية، وليس كمنصة ترفيهية لممارسة الهوايات التي تتطلب مواقع مخصصة وآمنة بعيداً عن حرم الطريق.
