أعلنت شركة العرض المتقن للخدمات التجارية (توبي)، المدرجة في سوق الأسهم السعودية، عن خطوة استراتيجية جديدة تتمثل في شراء عقار في مدينة الرياض بقيمة إجمالية بلغت 83 مليون ريال سعودي. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الشركة لتعزيز أصولها الثابتة ودعم خططها التوسعية الطموحة في قطاع التقنية والخدمات التجارية.
تفاصيل الصفقة والتمويل
أوضحت الشركة في بيان رسمي نُشر على موقع "تداول السعودية"، اليوم الخميس، أن العقار الذي تم الاستحواذ عليه يقع على مساحة تبلغ (3005.14) متر مربع. وقد تم توقيع الصفقة مع البائع "فيصل العمار" بتاريخ 3 ديسمبر الجاري. ونوهت الشركة إلى أن القيمة المعلنة للصفقة لا تشمل ضريبة التصرفات العقارية أو عمولة السعي، مما يعني أن التكلفة الإجمالية ستكون أعلى قليلاً عند احتساب هذه الرسوم.
وفيما يتعلق بآلية تمويل هذا الاستحواذ الضخم، أشارت "توبي" إلى أنها اعتمدت على تسهيلات بنكية طويلة الأجل بقيمة 83 مليون ريال، مما يعكس الملاءة المالية للشركة وقدرتها على الحصول على تمويلات تدعم نموها المستقبلي دون استنزاف السيولة النقدية التشغيلية الحالية.
التحول من الإيجار إلى التملك: رؤية اقتصادية
عزت شركة العرض المتقن هذا القرار إلى دراسات مستفيضة شملت حساب التكاليف ومعطيات سوق العقار الحالي في العاصمة الرياض. وأظهرت النتائج أن خيار شراء العقار يعد أكثر استدامة وربحية على المدى الطويل مقارنة بالاستمرار في استئجار المقرات. ويهدف هذا التوجه إلى تلبية الاحتياجات التشغيلية المتزايدة للشركة بفاعلية أكبر، خاصة مع ارتفاع حجم العقود القائمة والمشاريع المتوقعة في الفترة المقبلة.
سياق قطاع التقنية والنمو في المملكة
تأتي هذه الصفقة في وقت يشهد فيه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية نموًا متسارعًا، مدفوعًا بمبادرات رؤية المملكة 2030 والتحول الرقمي الشامل في القطاعين العام والخاص. وتعد شركة "توبي" واحدة من الشركات الفاعلة في هذا المجال، حيث تقدم حلولاً برمجية وخدمات تجارية متكاملة. ويشير امتلاك الشركة لمقرها الخاص بدلاً من الاستئجار إلى نضج في النموذج التشغيلي ورغبة في ترسيخ تواجدها المادي بما يتناسب مع مكانتها السوقية.
انعكاسات الصفقة على السوق العقاري والاستثماري
يعكس هذا الاستحواذ الحراك الكبير الذي يشهده السوق العقاري التجاري في مدينة الرياض، حيث تتجه العديد من الشركات الكبرى لتملك مقراتها تحسبًا لارتفاع أسعار الإيجارات في ظل تزايد الطلب الناتج عن برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية. من الناحية المالية، سيساهم هذا الأصل في تعزيز قائمة المركز المالي للشركة من خلال زيادة الأصول غير المتداولة، كما سيسهم في خفض المصاريف التشغيلية المتعلقة بالإيجارات على المدى الطويل، مما قد ينعكس إيجاباً على هوامش الربحية في السنوات القادمة.