أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية تنبيهاً هاماً بشأن حالة الطقس المتوقعة خلال ساعات الصباح الباكر من اليوم الخميس، مشيراً إلى تشكل ضباب متباين الشدة يؤثر بشكل مباشر على مدى الرؤية الأفقية في أجزاء واسعة من أربع مناطق رئيسية بالمملكة. ويأتي هذا التقرير في إطار المتابعة المستمرة لتقلبات الغلاف الجوي التي تشهدها البلاد خلال هذه الفترة الانتقالية.
تفاصيل الحالة الجوية والمناطق المتأثرة
أوضح تقرير الأرصاد أن الظاهرة الجوية المسيطرة تتمثل في انتشار الضباب الذي يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية لتصل إلى ما بين (3 – 5) كيلومترات في بعض المواقع، بينما قد تصل إلى مرحلة شبه انعدام في الرؤية (1 – 3) كيلومترات في مواقع أخرى، مما يستدعي أخذ الحيطة والحذر من قبل سالكي الطرق السريعة والمفتوحة. وقد حدد المركز المناطق والمدن المتأثرة على النحو التالي:
- المنطقة الشرقية: تشمل التأثيرات الجبيل، الخبر، الدمام، الظهران، رأس تنورة، الأحساء، العديد، وبقيق. وتعتبر هذه المناطق الساحلية والصناعية عرضة بشكل دائم لتشكل الضباب بسبب ارتفاع معدلات الرطوبة.
- منطقة مكة المكرمة: يمتد الضباب ليشمل الطائف، القنفذة، الشعيبة، والليث، حيث تتأثر المرتفعات والمناطق الساحلية على حد سواء.
- منطقة عسير: تشمل الحالة أبها، أحد رفيدة، خميس مشيط، البرك، القحمة، النماص، بلقرن، وتنومة. وتعرف مرتفعات عسير بطبيعتها الجغرافية التي تساعد على تكثف السحب المنخفضة والضباب.
- منطقة جازان: تتأثر كل من الحرث، الدائر، الريث، العارضة، العيدابي، الفطيحة، فيفا، هروب، الدرب، وبيش.
السياق المناخي وتأثير الضباب في المملكة
تعتبر ظاهرة الضباب من الظواهر الجوية المتكررة في المملكة العربية السعودية، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع، وأحياناً في فترات الانتقال بين الفصول. يعود ذلك جغرافياً إلى امتداد سواحل المملكة الطويلة على البحر الأحمر والخليج العربي، مما يرفع نسب الرطوبة السطحية، بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة الصغرى، مما يؤدي إلى تكثف بخار الماء وتشكل الضباب الإشعاعي أو الضباب المنقول.
وتكتسب هذه التحذيرات أهمية قصوى نظراً لتأثيرها المباشر على الحياة اليومية، وتحديداً على حركة المرور والملاحة البرية والبحرية. ففي المناطق الشرقية والساحلية، يؤثر الضباب الكثيف غالباً على حركة الطرق السريعة التي تربط المدن الصناعية، مما يجعل التزام السائقين بتعليمات المرور وتخفيف السرعات أمراً حيوياً لسلامة الأرواح والممتلكات.
دور المركز الوطني للأرصاد
يواصل المركز الوطني للأرصاد دوره الحيوي في رصد ومتابعة الظواهر الجوية بدقة عالية، مستخدماً أحدث التقنيات والأقمار الصناعية لضمان وصول المعلومات الدقيقة للمواطنين والمقيمين والجهات الحكومية ذات العلاقة. وتعد هذه التقارير الاستباقية جزءاً أساسياً من منظومة السلامة العامة في المملكة، حيث تساهم في رفع الجاهزية لدى الجهات الأمنية والمرورية للتعامل مع أي طارئ قد ينتج عن سوء الأحوال الجوية.
