ماكرون في الصين: مباحثات مع شي حول حرب أوكرانيا والتجارة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يصل بكين للقاء شي جين بينغ. الزيارة تهدف للضغط على الصين لوقف حرب أوكرانيا ومناقشة العلاقات التجارية بين البلدين.
ديسمبر 3, 2025
8 mins read
ماكرون في الصين: مباحثات مع شي حول حرب أوكرانيا والتجارة

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء، إلى العاصمة الصينية بكين في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، تهدف بشكل رئيسي إلى حث نظيره الصيني شي جين بينغ على استخدام نفوذه لدى موسكو للدفع نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بالإضافة إلى إعادة ضبط العلاقات التجارية المتوترة بين أوروبا والصين.

توقيت حاسم وسط حراك دولي

تكتسب هذه الزيارة، وهي الرابعة لماكرون إلى الصين منذ توليه الرئاسة في عام 2017، أهمية استراتيجية خاصة نظراً لتوقيتها الحساس. فهي تأتي عقب زيارة أجراها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى باريس مطلع هذا الأسبوع، حيث طالب أوروبا بموقف موحد وداعم لكييف. كما تتزامن التحركات الفرنسية مع الحديث المتزايد عن خطة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء الحرب، مما يضع أوروبا أمام ضرورة تعزيز دورها الدبلوماسي لضمان ألا تأتي أي تسوية مستقبلية على حساب الأمن القومي الأوروبي.

رسائل فرنسية واضحة بشأن روسيا

أوضحت الرئاسة الفرنسية أن جدول أعمال ماكرون يتصدره الملف الأوكراني، حيث سيطلب الرئيس الفرنسي من شي جين بينغ بشكل مباشر أن تمتنع الصين عن "توفير أي وسيلة، بأي طريقة، لروسيا لمواصلة الحرب". وتنظر العواصم الغربية بقلق إلى الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو، متهمة الشركات الصينية بتزويد روسيا بمكونات تقنية وإلكترونية حيوية تدعم مجهودها الحربي وصناعتها الدفاعية، وهو ما تنفيه بكين التي تؤكد حيادها.

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قائلاً: "نحن نعتمد على الصين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، للضغط على موسكو حتى تتمكن روسيا، ولا سيّما فلاديمير بوتين، من الموافقة على وقف لإطلاق النار"، مضيفاً أن الصين تمتلك القدرة على تأدية دور حاسم في توجيه الكرملين نحو اتخاذ القرارات الصحيحة لإنهاء النزاع المستمر منذ قرابة أربع سنوات.

الموقف الصيني والتحديات الاقتصادية

على الرغم من الدعوات الفرنسية المتكررة، والتي ظهرت في زيارة ماكرون السابقة في أبريل 2023 وزيارة شي لفرنسا في مايو 2024، لم تُظهر بكين تغيراً جوهرياً في موقفها. فالصين تدعو بانتظام إلى محادثات سلام واحترام سيادة الدول، لكنها امتنعت حتى الآن عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا بشكل صريح، مما يجعل مهمة ماكرون دبلوماسياً بالغة التعقيد.

وإلى جانب الشق السياسي، تحتل الملفات الاقتصادية حيزاً كبيراً من الزيارة. يسعى ماكرون لمناقشة العلاقات التجارية الثنائية في ظل التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، ومحاولة إيجاد توازن يحمي المصالح الفرنسية دون الانجرار إلى حرب تجارية مفتوحة.

ومن المقرر أن يلتقي ماكرون بالرئيس شي ورئيس الوزراء لي تشيانغ في قاعة الشعب الكبرى، قبل أن يختتم زيارته بالتوجه إلى مدينة تشنغدو، في لفتة دبلوماسية ناعمة تتعلق بـ "دبلوماسية الباندا"، حيث سيزور حيواني باندا تمت إعادتهما مؤخراً من فرنسا.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

اتفاقية بين السعودية البحرينية للاستثمار وممتلكات لتعزيز الاقتصاد
Previous Story

اتفاقية بين السعودية البحرينية للاستثمار وممتلكات لتعزيز الاقتصاد

Next Story

نابولي يتأهل في كأس إيطاليا بركلات الترجيح وأتالانتا يسحق جنوى

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى