في تطور لافت للأحداث داخل أروقة قلعة "أنفيلد"، واصل المدير الفني الهولندي لنادي ليفربول الإنجليزي، أرني سلوت، سلسلة قراراته الفنية الصارمة باستبعاد النجم المصري محمد صلاح من التشكيل الأساسي للفريق للمباراة الثانية على التوالي. وجاء هذا القرار خلال مواجهة الفريق أمام سندرلاند ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج"، مما أثار موجة واسعة من التساؤلات حول مستقبل الهداف التاريخي للريدز في حقبة ما بعد يورغن كلوب.
توتر العلاقة بين صلاح وسلوت
شهدت الفترة الأخيرة توتراً ملحوظاً في العلاقة بين الجهاز الفني واللاعب، حيث برر أرني سلوت قراره باستبعاد صلاح بتراجع المستوى العام للفريق ورغبته في ضخ دماء جديدة وتغيير الديناميكية الهجومية. ولم يمر هذا القرار مرور الكرام، إذ ظهرت علامات الغضب واضحة على وجه الفرعون المصري، خاصة وأن هذا الاستبعاد يأتي مباشرة عقب جلوسه على مقاعد البدلاء في المباراة السابقة أمام وست هام يونايتد، وهو أمر لم يعتد عليه صلاح الذي كان الركيزة الأساسية للفريق طوال السنوات السبع الماضية.
نهاية حقبة أم مجرد كبوة؟
لفهم عمق الأزمة، يجب النظر إلى السياق التاريخي لمسيرة محمد صلاح مع ليفربول. منذ انضمامه في عام 2017، حطم صلاح العديد من الأرقام القياسية وأصبح أحد أعظم أساطير النادي، مساهماً في تحقيق ألقاب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن التغييرات الإدارية والفنية التي صاحبت رحيل المدرب السابق وقدوم أرني سلوت فرضت واقعاً جديداً يتطلب التكيف، وهو ما يبدو أنه خلق فجوة فنية بين فلسفة المدرب الجديد وطموحات النجم المصري.
دوري روشن السعودي يترقب الموقف
على الصعيد الدولي، وتحديداً في سوق الانتقالات، أعاد هذا الخلاف إحياء التكهنات القوية التي تربط محمد صلاح بالانتقال إلى دوري روشن السعودي للمحترفين. ووفقاً لتقارير صحفية عالمية، فإن الأندية السعودية، التي أبدت اهتماماً كبيراً بضم صلاح في مواسم سابقة وقدمت عروضاً فلكية، تراقب الوضع عن كثب. وتشير التحليلات إلى أن استمرار تهميش صلاح قد يعجل بقرار رحيله، حيث يعتبر الدوري السعودي الوجهة الأكثر احتمالاً وجاذبية للاعب في حال قرر إسدال الستار على مسيرته الأوروبية، مما سيشكل صفقة مدوية ستغير موازين القوى في الكرة الآسيوية والعالمية.
ويبقى السؤال المطروح حالياً: هل ينجح ليفربول في احتواء غضب نجمه الأول، أم أننا نشهد الفصول الأخيرة من حكاية الملك المصري في الملاعب الإنجليزية؟ الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير أحد أبرز لاعبي العالم.