شهدت البورصة المصرية أداءً لافتاً في ختام تعاملات جلسة اليوم، حيث نجحت المؤشرات في تحقيق ارتفاعات جماعية مدعومة بعمليات شرائية مكثفة من قبل المستثمرين، مما عزز من مكاسب رأس المال السوقي الذي أضاف إلى رصيده نحو 31 مليار جنيه. ويأتي هذا الصعود ليعكس حالة من التفاؤل في أوساط المتعاملين، وسط سيولة نقدية مرتفعة تؤكد جاذبية السوق المصري كوجهة استثمارية في المنطقة العربية.
تفاصيل أداء مؤشرات البورصة المصرية
وفقاً للبيانات الرسمية لختام الجلسة، قفز رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة ليصل إلى مستوى تاريخي جديد عند 2.916 تريليون جنيه، وذلك بعد تحقيق مكاسب يومية بلغت 31 مليار جنيه. وعلى صعيد المؤشرات، سجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية (إيجي إكس 30) ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.76%، ليخترق حاجزاً نفسياً وفنياً هاماً ويغلق عند مستوى 41342.03 نقطة، وهو ما يعطي إشارة إيجابية للمستثمرين حول استمرار الاتجاه الصاعد.
ولم يقتصر الصعود على الأسهم القيادية فحسب، بل امتد ليشمل الأسهم الصغيرة والمتوسطة، حيث ارتفع مؤشر (إيجي إكس 70) بنسبة 0.41% ليغلق عند مستوى 12431 نقطة. كما صعد مؤشر (إيجي إكس 100) الأوسع نطاقاً بنسبة 0.48% مسجلاً 16540.96 نقطة، مما يعكس شمولية الصعود لأغلب قطاعات السوق.
حجم التداولات والسيولة النقدية
شهدت الجلسة نشاطاً كبيراً في حركة السيولة، حيث بلغ إجمالي التعاملات الكلية في السوق نحو 69.231 مليار جنيه. ومن الجدير بالذكر أن هذا الرقم الضخم يتضمن تداولات سوق السندات وأذون الخزانة بالإضافة إلى الأسهم، حيث اختصت سوق الأسهم بتعاملات بلغت قيمتها نحو 6.5 مليار جنيه. يشير هذا الحجم الكبير من التداولات إلى عمق السوق وقدرته على استيعاب تدفقات نقدية ضخمة، سواء من المؤسسات المحلية أو الصناديق الأجنبية.
السياق الاقتصادي وأهمية الصعود
يأتي هذا الأداء القوي للبورصة المصرية في سياق اقتصادي أوسع، حيث تعد سوق المال مرآة تعكس التوقعات الاقتصادية المستقبلية. يُنظر إلى تجاوز المؤشر الرئيسي لمستويات 41 ألف نقطة كدليل على ثقة المستثمرين في الخطوات الإصلاحية للاقتصاد المصري، وقدرة الشركات المدرجة على تحقيق معدلات نمو ربحية تتجاوز معدلات التضخم. تاريخياً، تعتبر البورصة المصرية واحدة من أقدم وأعرق البورصات في الشرق الأوسط، وتلعب دوراً محورياً في توفير التمويل اللازم للشركات للتوسع والنمو.
التأثير المتوقع محلياً وإقليمياً
على الصعيد المحلي، يساهم انتعاش البورصة في زيادة ثروات الأفراد والمؤسسات المستثمرة، مما ينعكس إيجاباً على معدلات الاستهلاك والاستثمار. أما إقليمياً، فإن الأداء الإيجابي للبورصة المصرية يعزز من مكانتها ضمن أسواق الأسهم العربية، ويجعلها منافساً قوياً في جذب الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة (Hot Money) التي تبحث عن عوائد مرتفعة وأسواق ذات تقييمات جاذبة مقارنة بالأسواق العالمية والناشئة.