افتتاح كأس العرب في قطر: تنظيم عالمي ورسالة ثقافية

مقال للكاتب عبدالغني الشريف يسلط الضوء على افتتاح كأس العرب في قطر، مشيداً بالتنظيم المونديالي في استاد البيت، التغطية الإعلامية، والمنافسة القوية.
ديسمبر 3, 2025
9 mins read

شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاقة استثنائية لبطولة كأس العرب، حيث جاء حفل الافتتاح في "استاد البيت" المونديالي ليعكس صورة مشرقة عن الثقافة العربية الأصيلة، ممزوجة بروح العصر والحداثة. هذا الحدث لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل تظاهرة حضارية جمعت الأشقاء العرب في دوحة الخير والكرم، بحضور رفيع المستوى تقدمه سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو.

عودة الروح للكرة العربية تحت مظلة الفيفا

تكتسب هذه النسخة من كأس العرب أهمية تاريخية واستراتيجية بالغة، كونها تقام لأول مرة تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، مما منحها صبغة عالمية واعترافاً دولياً غير مسبوق. وتأتي البطولة كبروفة حقيقية واختبار نهائي لجاهزية قطر لاستضافة الحدث الأكبر، كأس العالم 2022. لقد كان الحفل بمثابة بانوراما فنية رائعة جسدت التلاحم العربي، حيث عزفت الأناشيد الوطنية للدول العربية في مشهد مهيب أثار شجون وفخر كل من تابعه، مؤكداً أن الشغف والإبداع هما ديدن أهل قطر في تنظيم البطولات الكبرى، حيث يكون النجاح حليفهم دائماً حتى قبل صافرة البداية.

المنافسة الساخنة ومفاجآت المستطيل الأخضر

على الصعيد الفني، اتسمت البدايات بالإثارة والندية، حيث أظهرت المنتخبات العربية مستويات متقاربة تؤكد صعوبة التكهن بالنتائج. وقد أشار الكاتب إلى أن اليوم الافتتاحي كان حافلاً بالمفاجآت والمواجهات القوية التي تعكس تطور الكرة العربية في شقيها الآسيوي والأفريقي. وفي خضم هذه المنافسات، ظهر المنتخب السعودي "الأخضر" بروح عالية وأداء يبشر بالخير، مع طموحات كبيرة بتحقيق الانتصارات والتأهل للأدوار المتقدمة، رغم قوة المنافسين وتطور مستويات منتخبات مثل جزر القمر والمغرب، مما يضفي على البطولة طابعاً تنافسياً شرساً.

تغطية إعلامية تواكب الحدث

لم يقتصر النجاح على التنظيم واللعب، بل امتد ليشمل التغطية الإعلامية المتميزة. فقد كانت البطولة محط أنظار كافة وسائل الإعلام العربية، مع حضور لافت لرجالات الإعلام وتغطية احترافية من القنوات الرياضية، وبشكل خاص قنوات "الكأس" و"أبوظبي الرياضية". كما برزت الصحافة المكتوبة والإلكترونية في قلب الحدث، وهنا لا بد من الإشادة بالعمل الإعلامي المميز الذي قدمه "الميدان الرياضي" بقيادة الإعلامي القدير عيسى الجوكم، الذي وفر تغطية شاملة وضعت القارئ في قلب الحدث عبر مختلف المنصات، وهو جهد يستحق الشكر والتقدير لكافة الزملاء.

جنود مجهولون خلف النجاح

خلف هذا المشهد البديع، تقف كوادر إدارية تعمل بصمت وتفانٍ. ومن أبرز هؤلاء الأستاذ محمد راشد الخنجي، مدير إدارة الإعلام المحلي للبطولة، الذي بذل جهوداً جبارة لتسهيل مهام الإعلاميين وتذليل كافة العقبات، عاكساً بذلك الوجه المشرق لقطر بأخلاقه العالية وإدارته المحنكة. كما لا يفوتنا ذكر الإعلامي المخضرم علي الزين، الموسوعة الرياضية المتنقلة، الذي يفرض احترامه ومحبته على الجميع بتواضعه وحرصه الدائم على راحة زملائه الإعلاميين.

ختاماً، رسالة شكر واجبة لأهل قطر حكومة وشعباً، وللجنة العليا للمشاريع والإرث، على هذا الإبداع في التنظيم والعمل الاحترافي الذي يليق بسمعة الكرة العربية ويؤكد جاهزية قطر التامة لاستقبال العالم في المونديال القادم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

تجديد عقد ميريح ديميرال مع الأهلي حتى 2029: التفاصيل الكاملة

إقالة صبري لموشي من تدريب الدرعية.. الأسباب والتفاصيل
Next Story

إقالة صبري لموشي من تدريب الدرعية.. الأسباب والتفاصيل

Latest from الرياضة

أذهب إلىالأعلى